سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٢٦٤
الهيثم بن خلف الدوري أن محمد بن سويد الطحان حدثه قال: كنا عند عاصم بن علي ومعنا أبو عبيد، وإبراهيم بن أبي الليث وجماعة، وأحمد بن حنبل يضرب، فجعل عاصم يقول: ألا رجل يقوم معي، فنأتي هذا الرجل، فنكلمه؟ قال: فما يجيبه أحد، ثم قال ابن أبي الليث: أنا أقوم معك يا أبا الحسين، فقال: يا غلام: خفي. فقال ابن أبي الليث: يا أبا الحسين أبلغ إلى بناتي، فأوصيهم، فظننا أنه ذهب يتكفن ويتحنط، ثم جاء، فقال: إني ذهبت إليهن، فبكين، قال: وجاء كتاب ابنتي عاصم من واسط: يا أبانا إنه بلغنا أن هذا الرجل أخذ أحمد بن حنبل، فضربه على أن يقول: القرآن مخلوق، فأتق الله، ولا تجبه فوالله لان يأتينا نعيك أحب إلينا من أن يأتينا أنك أجبت (1).
قلت: ذكر ابن عدي لعاصم بن علي ثلاثة أحاديث، تفرد بها عن شعبة. ثم قال ابن عدي: لا أعلم له شيئا منكرا سواها، ولم أر بحديثه بأسا (2).
قالوا: توفي عاصم في رجب سنة إحدى وعشرين ومئتين. وسمع أبو داود منه أحاديث يسيرة، وتوفي عاصم.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا عبد الله بن أحمد في سنة ست عشرة وست مئة، أخبرنا أبو الفتح بن البطي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، وأخبرنا إسماعيل، أخبرنا ابن قدامة، أخبرنا يحيى بن ثابت، أخبرنا أبي، قالا: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني، حدثنا أبو بكر

(1) الخبر بطوله في " تاريخ بغداد " 12 / 248، 249.
(2) " الكامل " 610، 611.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»