ضاعت خلافتنا يا قوم فاطلبوا * خليفة الله بين الدن والعود (1) ثم إن الخواص حسدوا يعقوب، وسعوا فيه عند المهدي.
ومما عظم به يعقوب عند المهدي، أنه أحضر له الحسن بن إبراهيم بن عبد الله، فجمع بينهما بمكة، وبايعه فتألم بنو حسن من صنيع يعقوب، وعرف هو أنهم إن ملكوا، أهلكوه، وكثرت السعاة، فمال إلى إسحاق بن الفضل، وسعوا إلى المهدي، وقالوا: الممالك في قبضة يعقوب وأصحابه، ولو كتب إليهم، لثاروا في وقت على ميعاد، فيملكوا الأرض، ويستخلف إسحاق. فملا هذا الكلام مسامع المهدي، وقف شعره.
فعن بعض خدم المهدي أنه كان قائما على رأس المهدي، إذ دخل يعقوب، فقال: يا أمير المؤمنين قد عرفت اضطراب أمر مصر، وأمرتني أن ألتمس لها رجلا، وقد وجدته. قال: ومن؟ قال: ابن عمك إسحاق بن الفضل. فتغير المهدي، وفطن يعقوب فخرج. فقال المهدي: قتلني الله إن لم أقتلك. ثم نظر إلي، وقال: ويلك، اكتم هذا.
وقيل: كان يعقوب قد عرف أخلاق المهدي ونهمته في النساء، فكان يباسطه. فروى علي بن يعقوب، عن أبيه قال: بعث إلي المهدي فدخلت، فإذا هو في مجلس مفروش وبستان فيه من أنواع الزهر، وعنده جارية لم أر مثلها.
فقال: كيف ترى؟ قلت: متع الله أمير المؤمنين، لم أر كاليوم. فقال: هولك بما حوى، والجارية، ولي حاجة. قلت: الامر لك. فحلفني بالله فحلفت، وقال ضع يدك على رأسي واحلف، ثم قال: هذا فلان من ولد فاطمة أرحني منه وأسرع. قلت: نعم، فأخذته، وذهبت بالجارية والمفارش، وأمر لي بمئة