سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٩٩
وكان بينه وبين رجل تنازع، فتناول الرجل سليمان، فغمز بطنه، فجفت (1) يد الرجل.
قال معتمر بن سليمان: قال لي أبي عند موته: يا معتمر حدثني بالرخص لعلي ألقى الله تعالى وأنا حسن الظن به.
وقال الأصمعي: كنت أمشي مع المعتمر، فقال لي مكانك. ثم قال: قال أبي: إذا كتبت فلا تكتب التيمي، ولا تكتب المري، فإن أبي كان مكاتبا لبجير بن حمران. وإن أمي كانت مولاة لبني سليم. فإن كان أدى الكتابة والولاء لبني مرة - وهو مرة بن عباد بن ضبيعة بن قيس فاكتب القيسي. وإن لم يكن أدى الكتابة والولاء لبني سليم، وهم من قيس عيلان فاكتب القيسي.
وعن سليمان التيمي أنه ربما أحدث الوضوء في الليل من غير نوم. وذكر جرير بن عبد الحميد أن سليمان التيمي، لم تمر ساعة قط عليه إلا تصدق بشئ، فإن لم يكن شئ، صلى ركعتين.
قرأت على إسحاق بن طارق، أنبأنا يوسف بن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد التيمي، أنبأنا أبو علي الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن الحسين، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا الأنصاري قال: كان عامة دهر التيمي يصلي العشاء والصبح بوضوء واحد، وكان يسبح بعد العصر إلى المغرب، ويصوم الدهر. كذا قال: وإنما المعروف أنه كان يصوم يوما ويوما. وبه قال الدورقي: حدثني عباس بن الوليد، عن يحيى القطان، قال: خرج سليمان التيمي إلى مكة، فكان يصلي الصبح بوضوء عشاء الآخرة.

(1) جفت يد الرجل: يبست، والمضارع يجف بكسر الجيم.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»