سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٨٢
له - ولله الحمد - قدميه، وصار من ورثة الفردوس، فلا ضير.
أنبأنا ابن أبي عمر، أنبأنا حنبل، أنبأنا ابن الحصين، حدثنا ابن المذهب حدثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا الأعمش، عن شقيق قال: دخل عبد الرحمن على أم سلمة، فقال: يا أم المؤمنين! إني أخشى أن أكون قد هلكت، إني من أكثر قريش مالا، بعت أرضا لي بأربعين ألف دينار. قالت: يا بني! أنفق، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من أصحابي من لن يراني بعد أن أفارقه "، فأتيت عمر فأخبرته. فأتاها، فقال: بالله! أنا منهم؟ قالت: اللهم لا، ولن أبرئ أحدا بعدك.
رواه أيضا أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش فقال: عن شقيق، عن أم سلمة (1).
زائدة: عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: كان بين خالد و عبد الرحمن بن عوف شئ، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: " دعوا إلى أصحابي أو أصيحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه " (2).

(1) أخرجه أحمد 6 / 317، و 298، 312، ورجاله ثقات. وهو في " الاستيعاب " 6 / 79، 80.
(2) سنده حسن. وذكره الهيثمي في " المجمع " 10 / 15 ونسبه إلى البزار وقال: رجاله رجال الصحيح، غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق. وأخرجه مسلم (2540) وابن ماجة (161) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة...، ونقل النووي عن أبي مسعود الدمشقي، قوله: هذا وهم. والصواب: من حديث أبي معاوية. عن الأعمش، عن أبي صالح، عن الخدري، لا عن أبي هريرة، وكذا رواه يحيى بن يحيى وأبو كريب والناس.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»