تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٥٣٠
لجرير بن حازم، وكان زيد بن درهم والد حماد بن زيد مملوك جرير، فأعتقه، وزوجه، وأسلمه نساجا، فولد له حماد، فخرج جرير يوما وحماد يلعب مع الصبيان، فقال جرير، لمن هذا الصبي؟ فقالوا: ابن مولاك زيد بن درهم، فقال جرير: كأنه عما قليل قد درج إلى طراز واسع، ثم نسج، فلم يزل يعلو ذكر حماد بن زيد، ويتضع جرير بن حازم، حتى خطب إلى قوم ليزوجوه على الكبر، فأخرجوا مسلته إلى حماد بن زيد، حتى أحسن محضره، فزوجوه، أو كما قال لنا ابن الحارث هذا، أو معناه.
وقال أيضا: جرير بن حازم له أحاديث كثيرة عن مشايخه، وهو مستقيم الحديث، صالح فيه، إلا روايته عن قتادة، فإنه يروي عن قتادة أشياء لا تتابع، يرويها غيره، وجرير من ثقات الناس، حدث عنه الأئمة من الناس: أيوب السختياني، وابن عون، وحماد ابن زيد، والثوري، والليث بن سعد، ويحيى بن أيوب المصري، وابن لهيعة، وغيرهم.
قال أبو بكر الخطيب (1): حدث عنه يزيد بن أبي حبيب، وشيبان بن فروخ، وبين وفاتيهما مئة وثمان سنين. وحدث عنه أيوب السختياني، وبين وفاته ووفاة شيبان مئة وخمس، وقيل: مئة وأربع سنين، وذكر آخرين.
قال أبو نصر الكلاباذي: حكى عنه ابنه أنه قال: مات أنس سنة تسعين، وأنا ابن خمس سنين، ومات جرير سنة سبعين (2)

(1) في السابق واللاحق، الورقة: 54.
(2) وهو قول خليفة بن خياط في تاريخه وطبقاته وقول البخاري عن محمد بن محبوب.
(٥٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 525 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 ... » »»