تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٨
الشعب (1)، وكان مبقيا على نفسه. لم يكن يشرف لعداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يؤذيه، ولا يؤذي أحدا من المسلمين، كما كان يفعل غيره، ومدحه أبو طالب في قصيدة له قالها. وتوفي مطعم بن عدي بمكة. بعد هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنة. ودفن بالحجون. مقبرة أهل مكة، وكان يوم توفي ابن بضع وتسعين سنة. وكان يكنى أبا وهب، ورثاه حسان بن ثابت الأنصاري بقصيدته التي يقول فيها (2).
فلو كان مجد يخلد اليوم واحدا من الناس، أنج. مجده اليوم مطعما (3) أجرت رسول الله منهم، فأصبحوا عبيدك، ما لبي ملب وأحرما قال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان من حلماء قريش، وساداتهم. وكان يؤخذ عند النسب.
وقال محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن شيخ من الأنصار، من بني زريق: كان جبير بن مطعم من أنسب قريش لقريش، وللعرب قاطبة. وكان يقول: إنما اخذت النسب من أبي بكر الصديق. وكان أبو بكر الصديق من أنسب العرب.
وقال الزبير بن بكار: حدثني عمر بن أبي بكر المؤملي، عن عثمان بن أبي سليمان: أن عمر بن الخطاب، لما أتي بسيف

(1) انظر سيرة ابن هشام: 1 / 374، 381، (2) انظر الديوان: 326، والبيتان من قصيدة مطلعها:
أعين ألا أبكي سيد الناس واسفحي * بدمع فإن أنزفته فاسكبي الدما (3) رواية البيت في " الديوان ":
ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا * من الناس أبي مجده الدهر مطعما
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»