تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٤
قال: التقيت أنا وإياس بن معاوية، بذات عرق (1)، فذكرنا إبراهيم - يعني التيمي - فقال: لولا كرامته علي لأثنيت عليه. قلت: أتعرفه؟
قال: نعم. قلت: فلم تكره أن تثني عليه؟ قال: إنه كان يقال: إن الثناء من الجزاء.
وقال: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال، عن أيوب قال: قال إياس: إنه لتأتيني القضية لها وجهان، فأيهما أخذت عرفت أني قد أصبت الحق.
وقال: حدثنا هارون بن معروف قال: حدثنا ضمرة، عن، حفص بن عمر الكندي قال: قال إياس: أكره للرجل أن يكون رفيعا، لان أولئك أقرب الناس من الذنوب.
وقال: حدثنا الوليد بن شجاع، قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة (2)، عن رجاء بن أبي سلمة قال: قال خالد بن صفوان لإياس: لولا خصال فيك، كنت أنت الرجل. قال: وما هي؟
قال: تقضي قبل أن تفهم، ولا تبالي مع من جلست، ولا تبالي ما لبست. قال: أما قولك: إني أقضي قبل أن أفهم، فأيهما أكثر ثلاث أو ثنتان؟ قال: لا، بل ثلاث ومن لا يفهم هذا لا؟. قال: أنا كذلك. لا أقضي حتى أفهم، وأما قولك: لا أبالي مع من جلست، فإني أجلس مع من يرى لي أحب إلي من أن أجلس مع من أرى له، وأما قولك: لا أبالي ما لبست، فإني ألبس ثوبا أقي به نفسي، أحب إلي من أن ألبس ثوبا أقيه بنفسي.
إلى هنا عن عمر بن شبة.

(1) ذات عرق: ميقات الحج لأهل العراق من جهة نجد.
(2) وانظر المعرفة ليعقوب (2 / 94).
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»