تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ١٦٠
المدينة (1) واليا على الحرمين: لو تغيبت. فقال: لا والله ولا طرفة عين. وكان داود قد هم به، فقيل له: ليس بك (2) حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدعاء عليك، فتركه ولم يعرض له، وعرض لإسماعيل بن أمية، وأيوب بن موسى، فحبسهما بالمدينة، وعاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا، ثم مات، وكان قليل الحديث.
وقال المفضل بن غسان، عن الواقدي: قال عمر بن عبد العزيز: لو كان الامر إلي، لوليت الأعمش - يعني القاسم بن محمد - أو صاحب الأعوص - يريد إسماعيل بن عمرو بن سعيد أبن العاص، وكان فاضلا خيارا مسلما، وكان منزله بالأعوص على بريد من المدينة.
وقال أبو القاسم (3): كان مع أبيه لما غلب على دمشق، ثم سيره عبد الملك إلى الحجاز مع إخوته، ثم سكن الأعوص، واعتزل أمر السلطان، وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا للخلافة، قال: وبلغني عن محمد بن عبيد الله العتبي، عن أبيه، قال: قال داود بن علي لإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتله من قتل من بني أمية: أساءك ما فعلت بأصحابك؟ فقال: كانوا يدا قطعتها، وعضدا فتتها، ومرة (4)

(1) في الطبقات: " قدم داود علي المدينة ". وما هنا أحسن، وهو الذي أورده ابن عساكر عن ابن سعد.
(2) الطبقات بحذف: " بك ".
(3) تاريخه (تهذيب: 3 / 41).
(4) المرة، بكسر الميم: القوة وشدة العقل. وقد قال جرير:
لا يأمنن قوي نقض مرته * * إني أرى الدهر ذا نقض وإمرار (انظر مرر في أساس البلاغة للزمخشري).
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»