تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٣٨٢
هذا الكلام أو نحوه.
قال الخطيب (1): كان أبو كريب من الشيوخ الكبار الصادقين الأبرار، وأبو عبيدة السري بن يحيى شيخ جليل أيضا ثقة من طبقة العطاردي، وقد شهد له أحدهما بالسماع والآخر بالعدالة، وذلك يفيد حسن حالته، وجواز روايته إذا لم يثبت لغيرهما قول يوجب اسقاط حديثه واطراح خبره، فأما قول الحضرمي في العطاردي: إنه كان يكذب. فهو قول مجمل يحتاج إلى كشف وبيان، فإن كان أراد به وضع الحديث، فذلك معدوم في حديث العطاردي وإن عنى أنه روى عمن لم يدركه فذلك أيضا باطل، لان أبا كريب شهد له أنه سمع معه من يونس بن بكير، وثبت أيضا سماعه من أبي بكر بن عياش، فلا يستنكر له السماع من حفص بن غياث، وابن فضيل ووكيع، وأبي معاوية، لان أبا بكر بن عياش تقدمهم جميعا في الموت، وأما ابن إدريس، فتوفي قبل أبي بكر بسنة، فليس يمتنع سماعه منه، لان والده كان من كبار أصحاب الحديث، فيجوز أن يكون بكر به (2). وقد روى العطاردي عن أبيه عن يونس بن بكير أوراقا من " مغازي " ابن إسحاق، ويشبه أن يكون فاته سماعها من يونس، فسمعها من أبيه عنه، وهذا يدل على تحريه للصدق وتثبته في الرواية، والله أعلم (3).
قيل: إن مولده في عشر الأضحى سنة سبع وسبعين ومئة.

(١) " تاريخ بغداد ": ٤ / ٢٦٤ ٢٦٥.
(٢) تحرفت في تاريخ الخطيب إلى: " يكذبه " وهو تحريف شنيع.
(٣) إلى هنا انتهى النقل عن الخطيب في " تاريخ بغداد " وقال ابن حبان في " الثقات ": " ربما خالف، ولم أر في حديثه شيئا يجب أن يعدل به عن سبيل العدول إلى سنن المجروحين ". وقال مغلطاي: " قال مسلمة بن قاسم الأندلسي: أحمد بن عبد الجبار صاحب يونس بن بكير لا بأس به.. وفي سؤالات الحاكم الكبرى للدارقطني، قال أبو الحسن: اختلف فيه شيوخنا، ولم يكن من أهل الحديث، وأبوه ثقة. وقال أبو محمد ابن الأخضر: ثقة لا بأس به " (إكمال: 1 / الورقة: 18). وقال أبو يعلى الخليلي: " وليس في حديثه مناكير لكنه روى عن القدماء، اتهموه في ذلك " (الارشاد، الورقة: 92 من انتخاب السلفي). وقال الذهبي في " الميزان ": ضعفه غير واحد (1 / 112 113).
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»