أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٥ - الصفحة ٥٣٣
ان تخبر فان شاءت ضرب عليها الحجاب وتحرم على المؤمنين وان شاءت طلقها ولتنكح من شاءت فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت فبلغ أبا بكر فقال لقد هممت ان أحرق عليهما بيتهما فقال له عمر ما هي من أمهات المؤمنين ولا دخل عليها ولا ضرب عليها الحجاب وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوص فيها بشئ ولكنه لم يدخل بها وارتدت مع أخيها حين ارتد ثم نكحها عكرمة بن أبي جهل فأراد أبو بكر ان يرجمه فقال عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل بها وليست من أمهات المؤمنين وقد برأها الله عز وجل بالردة فسكت أبو بكر وفيها وفى غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللاتي لم يدخل بهن اختلاف كثير لم يتحصل منه كثير فائدة وقد ذكرنا عند كل امرأة ما قيل فيها والله أعلم أخرجها أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى * (قتيلة) * بنت النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي القرشية العبدرية كانت تحت عبد الله ابن الحارث بن أمية الأصغر بن عبد شمس فولدت له عليا والوليد ومحمدا وأم الحكم قال الواقدي هي التي قالت الأبيات القافية في رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قتل أباها النضر بن الحارث يوم بدر وهي يا راكبا ان الأثيل مظنة * من صبح خامسة وأنت موفق أبلغ به ميتا فان تحية * ما ان تزال بها النجائب تعنق منى إليه وعبرة مسفوحة * جادت لما تحتها وأخرى تخنق ظلت سيوف بنى أبيه تنوشه * لله أرحام هناك تشقق قسرا يقاد إلى المنية معتبا * رسف المقيد وهو عان موثق أمحمد أو لست صنو نجيبة * من قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى وهو المغيظ المحنق فالنضر أقرب من تركت قرابة * وأحقهم ان كان عتق يعتق فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بكى حتى أخضلت الدموع لحيته وقال لو بلغني شعرها قبل ان أقتله ما قتلته ذكر هذا الخبر عبد الله بن إدريس وذكر الزبير قال فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دمعت عيناه وقال لأبي بكر يا أبا بكر لو سمعت شعرها لم أقتل أباها أخرجها أبو عمر وروى بعضهم عتق يعتق بضم الياء وكسر التاء ومعناه ان كان شرف ونجابة وكرم نفس وأصل يعتق صاحبه
(٥٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 528 529 530 531 532 533 534 535 536 537 538 ... » »»