أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٥ - الصفحة ٢٥٨
قل يا شيخ قال أفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر أمسكو الا يتكلمن أحد ثم قال أتعقل يا شيخ قال العقل ساقني إلى هاهنا وقال له عمر متى توفى النبي صلى الله عليه وسلم قال وقد توفى قال نعم فبكى حتى ظننا ان نفسه ستخرج من بين جنبيه قال فمن ولى الامر بعده قال أبو بكر قال نحيف بنى تميم قال نعم قال أفيكم هو قال لا قال وقد توفى قال نعم قال فبكى حتى سمعنا لبكائه نشيجا قال فمن ولى الامر بعده قال عمر بن الخطاب قال فأين كانوا عن أبيض بنى أمية يريد عثمان فإنه كان ألين جانبا وأقرب قال قد كان ذاك قال إن كانت صداقة عمر لأبي بكر لمسلمته إلى خير أفيكم هو قال هو الذي يكلمك منذ اليوم قال فأغثني فإني لم أجد مغيثا قال عمر من أنت بلغك الغوث قال انا أبو عقيل أحد بنى مليل لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ردهة بنى جعل دعاني إلى الاسلام فآمنت به وسقاني شربة من سويق شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أولها وشربت آخرها فما برحت أجد شبعها إذا جعت وريها إذا عطشت وبردها إذ ضحيت ثم تيممت في رأس الأبيض بقطيعة غنم لي أصلي وأصوم رمضان حتى ألمت بنا هذه السنة فما أبقت منها الا شاة واحدة كنا ننتفع بدرتها فعيبها الذئب البارحة الأولى فأدركنا ذكاتها وبلغناك ببعض فأغث أغاثك الله عز وجل فقال عمر بلغك الغوث أدركني على الماء قال المسور فنزلنا المنزل وكأني انظر إلى عمر مقعيا على قارعة الطريق آخذا بزمام ناقته لم يطعم طعاما بل ينتظر الشيخ ومن معه فلما دخل الناس دعا عمر صاحب الماء فوصف له الشيخ وقال إذا أتى عليك فأنفق عليه وعلى أهله حتى أعود إليك إن شاء الله عز وجل قال المسور فقضينا حجنا وانصرفنا فما نزلنا المنزل دعا عمر صاحب الماء وسأله عن الشيخ فقال أتاني وهو موعك فمرض عندي ثلاثا فمات فدفنته وهذا قبره قال فكأني انظر إلى عمر وقد وثب حتى وقف على القبر فصلى عليه ثم اعتنقه وبكى وحمل أهله معه فلم يزل ينفق عليهم حتى قبض أخرجه أبو عمر وأبو موسى الا ان أبا عمر اختصره وساقه أبو موسى كذا مطولا * (ب س * أبو العكر) * ابن أم شريك التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم اسمه سلم بن سمى قاله أبو عمر وقال أبو موسى باسناده إلى أبى صالح عن ابن عباس قال أخبرتني أم شريك ابنة جابر قالت أسلم أبو العكر وهاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءني أهله فقالوا لعلك على دينه فقالوا لا جرم ليجزينك الله تعالى قالت فرحلوا فحملوني على جمل ثقال لا يطعموني ولا يسقوني وإذا انتصف
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»