أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٥ - الصفحة ٢٣٧
واختلف في اسمه فقيل لقيط وقيل هشيم وقيل مهشم والأكثر لقيط وكان أبو العاص ممن شهد بدرا مع الكفار وأسره عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه عمرو بن الربيع بمال دفعته إليه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك قلادة لها كانت خديجة قد أدخلتها بها على أبى العاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رأيتم ان تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا فقالوا نعم وكان أبو العاص مصاحبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصافيا وكان قد أبى ان يطلق زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أمره المشركون ان يطلقها فشكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ولما أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأسر شرط عليه ان يرسل زينب إلى المدينة فعاد إلى مكة وأرسلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وأقام أبو العاص بمكة على شركه حتى كان قبيل الفتح خرج بتجارة إلى الشأم ومعه أموال من أموال قريش ومعه جماعة منهم فلما عاد لقيته سرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أميرهم زيد بن حارثة فأخذ المسلمون ما في تلك العير من الأموال وأسروا أناسا وهرب أبو العاص بن الربيع ثم أتى المدينة ليلا فدخل على زينب فاستجار بها فأجارته فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح صاحت زينب أيها الناس انى قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس وقال هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفسي بيده ما علمت بذلك حتى سمعته كما سمعتم وقال يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فقال أكرمي مثواه ولا يخلصن إليك فإنك لا تحلين له قالت إنه قد جاء في طلب ماله فجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السرية وقال إن هذا الرجل منا بحيث علمتم وقد أصبتم له مالا وهو مما أفاءه الله عليكم وأنا أحب ان تحسنوا وتردوا عليه الذي له فان أبيتم فأنتم أحق به فقالوا بل نرده عليه فردوا عليه ماله أجمع فعاد إلى مكة وأدى إلى الناس أموالهم ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله والله ما منعني من الاسلام الا خوفا ان تظنوا بي أكل أموالكم ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما وحسن اسلامه ورد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته زينب بنكاح جديد وقيل بالنكاح الأول
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»