أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٥ - الصفحة ٢١٤
وصهرك فقال لا حاجة لي بهما أما ابن عمى فهتك عرضي وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبى سفيان ابن له فقال والله ليأذنن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في اسلامه واعتذاره مما كان مضى فقال لعمرك انى يوم أحمل راية * لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمظلم الحيران أظلم ليله * فهذا أواني حين أهدى فاهتدى هداني هاد غير نفسي ودلني * على الله من طردته كل مطرد أصد وأنأى جاهدا عن محمد * وأدعى وان لم انتسب من محمد وهي أطول من هذا وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح وشهد معه حنينا فأبلى فيها بلاء حسنا وبهذا الاسناد عن يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر بن عبد الله الأنصاري قال فخرج مالك بن عوف النضري بمن معه إلى حنين فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فأعدوا وتهيئوا في مضايق الوادي وأحنائه واقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وانحط بهم الوادي في عماية الصبح فلما انحط الناس ثارت في وجوههم الخيل فشدت عليهم فانكفأ الناس منهزمين وركبت الإبل بعضها بعضا فلما رأى رسول الله أمر الناس ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المهاجرين والعباس آخذ بحكمة البغلة البيضاء وقد شجرها وثبت معه من أهل بيته علي بن أبي طالب وأبو سفيان بن الحارث والفضل بن العباس وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وغيرهم وثبت معه من المهاجرين أبو بكر وعمر فثبتوا حتى عاد الناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أبا سفيان وشهد له بالجنة وقال أرجو ان تكون خلفا من حمزة وهو معدود في فضلاء الصحابة روى أنه لما حضرته الوفاة قال لا تبكوا على فإني لم أتنطف بخطيئة منذ أسلمت وبهذا الاسناد عن ابن إسحاق قال وقال أبو سفيان يبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقت فبات ليلى لا يزول * وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما * أصيب المسلمون به قليل
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»