أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٥ - الصفحة ١٦١
عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة في صلح الحديبية قال فان الصحيفة يعنى صحيفة الصلح لتكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل يرسف في الحديد وكان أبوه حبسه فأفلت فلما رآه أبوه سهيل قام إليه فضرب وجهه واخذ بتلبيبه يتله وقال يا محمد قد ولجت القضية بيني وبينك قبل ان يأتيك هذا قال صدقت فصاح أبو جندل بأعلى صوته يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني وقد كانوا خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكون في الفتح فلما صنع أبو جندل ما صنع وقد كان دخل لما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حمل على نفسه في الصلح ورجعته أمر عظيم فلما صنع أبو جندل ما صنع زاد الناس شرا على ما بهم فقال رسول الله لأبي جندل أبا جندل اصبر واحتسب فإنه الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا وانا صالحنا القوم وانا لا نغدر فقام عمر بن الخطاب يمشى إلى جنب أبى جندل وأبوه يتله وهو يقول أبا جندل اصبر فإنما هم المشركون وانما دم أحدهم دم كلب وجعل عمر يدنى منه قائم السيف فقال عمر رجوت ان يأخذه فيضرب به أباه فضن بأبيه وقد ذكرنا في ترجمة أبي بصير حال أبى جندل فان أبا جندل لما اخذه أبوه هرب ثانية من أبيه ولحق بأبي بصير قال أبو عمر وقد غلطت طائفة الفت في الصحابة في أبى جندل ان اسمه عبد الله وانه الذي أتى مع أبيه سهيل إلى بدر فانحاز من المشركين إلى المسلمين وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا غلط فاحش وعبد الله ليس بأبي جندل ولكنه أخوه واستشهد عبد الله باليمامة مع خالد في خلافة أبى بكر الصديق وأبو جندل لم يشهد بدرا ولا شيئا من المشاهد قبل الفتح لان أباه كان قد منعه كما ذكرناه قال موسى بن عقبة لم يزل أبو جندل بن سهيل وأبوه مجاهدين بالشأم حتى ماتا يعنى في خلافة عمر وذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال أخبرت ان أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بن سهيل وضرار بن الخطاب وأبا الأزور وهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد شربوا الخمر فقال أبو جندل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات الآيات كلها فكتب أبو عبيدة إلى عمر ان أبا جندل خصمني بهذه الآية فكتب إليه عمر الذي زين لأبي جندل الخطيئة زين له الخصومة فاحددهم فقال أبو الأزور أتحدوننا قال أبو عبيدة نعم قال أبو الأزور فدعونا نلقى العدو غدا فان قتلنا فذاك وان رجعنا إليكم فحدونا فلقى أبو الأزور وضرار وأبو جندل العدو
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»