ابن عمر رفعه قال كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو مدمنها لم يشرب منها في الآخرة وأخبرنا أبو منصور ومسلم بن علي بن محمد السنجي أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني الموصلي أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق حدثنا أبو القاسم بن نصر بن أحمد بن الخليل المرجى حدثنا أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد حدثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ببعض جسدي وقال يا عبد الله كن في الدنيا كأنك غريب أو كأنك عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور ثم قال لي يا عبد الله بن عمر فإنه ليس ثم دينار ولا درهم انما هي حسنات وسيآت جزاء بجزاء وقصاص بقصاص ولا تتبرأ من ولدك في الدنيا فيتبرأ الله منك في الآخرة فيفضحك على رؤس الاشهاد ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة توفى عبد الله بن عمر سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلا فسم زج رمح وزحمه في الطريق ووضع الزج في ظهر قدمه وانما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوما وأخر الصلاة فقال له ابن عمر ان الشمسي لا تنتظرك فقال له الحجاج لقد هممت ان أضرب الذي فيه عيناك قال إن تفعل فإنك سفيه مسلط وقيل إن الحجاج حج من عبد الله بن عمر فأمره عبد الملك بن مروان أن يقتدى بابن عمر فكان ابن عمر يتقدم الحجاج في المواقف بعرفة وغيرها فكان ذلك يشق على الحجاج فأمر رجلا معه حربة مسمومة فلصق بابن عمر عند دفع الناس فوضع الحربة على ظهر قدمه فمرض منها أياما فأتاه الحجاج يعوده فقال له من فعل بك قال وما تصنع قال قتلني الله ان لم أقتله قال ما أراك فاعلا أنت أمرت الذي نخسني بالحربة فقال لا تفعل يا أبا عبد الرحمن وخرج عنه ولبث أياما ومات وصلى عليه الحجاج ومات وهو ابن ست وثمانين سنة وقيل أربع وثمانين سنة وقيل توفى سنة أربع وسبعين ودفن بالمحصب وقيل بذي طوى وقيل بفج وقيل بسرف قيل كان مولده قبل المبعث بسنة وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد المبعث عشر سنين لأنه توفى سنة ثلاث وسبعين وعمره أربع وثمانون سنة فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة فيكون مولده قبل المبعث بسنة ويؤيده قول من ذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجزه يوم أحد وكان له أربع عشرة سنة وكانت أحد في السنة الثالثة فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة وأما على قول من يقول إن النبي صلى
(٢٣٠)