أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٨٨
جميعهم وقال هشام الكلبي هو عامر بن عبد غنم وأخرجه أبو عمر في عثمان ابن غنم وقال سماه الكلبي عامر بن عبد غنم (س * عامر) بن عبد القيس وقيل ابن عبد الله بن عبد قيس بن ناشب بن أسامة بن حديثة بن معاوية بن شيطان ابن معاوية بن أسعد بن جون بن العنبر بن عمرو بن تميم التميمي العنبري أبو عبد الله وقيل أبو عمرو البصري يعد من الزهاد اليمانية ذكره أبو موسى في كتابه في الصحابة وهو تابعي قيل أدرك الجاهلية وكان أعبد أهل زمانه وأشدهم اجتهادا وسعى به إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه انه لا يأكل اللحم ولا ينكح النساء وانه يطعن على الأئمة ولا يشهد الجمعة فأمره ان يسير إلى الشام فسار فقدم على معاوية فوافقه وعنده ثريد فأكل معه أكلا غريبا فعلم أن الرجل مكذوب عليه فقال هذا أتدري فيم أحرجت قال لا قال بلغ الخليفة انك لا تأكل اللحم وقد رأيتك تأكل وانك لا ترى التزويج ولا تشهد الجمعة قال أما الجمعة فإني أشهدها في مؤخر المسجد ثم أرجع في أوائل الناس وأما اللحم فقد رأيت ولكن رأيت قصابا يجر الشاة ليذبحها وهو يقول النفاق النفاق حتى ذبحها ولم يذكر اسم الله فإذا اشتهيت اللحم ذبحت الشاة وأكلتها وأما التزويج فقد خرجت وأنا بخطب ؟ لي قال فترجع إلى بلدك قال لا أرجع إلى بلد استحل أ؟ له منى ما استحلوا فكان يقيم في السواحل فكان يكثر معاوية ان يقول له حاجتك فقال يوما حاجتي ان ترد على حر البصرة فان ببلادكم لا يشتد على الصوم وكان عامر إذا خرج إلى الجهاد وقف يتوسم الناس فإذا رأى رفقة توافقه قال أريد أن أصحبكم على ثلاث خلال فإذا قالوا ما هي قال أكون لكم خادما لا ينازعني أحد الخدمة وأكون مؤذنا وأنفق عليكم بقدر طاقتي فإذا قالوا نعم صحبهم فإذا نازعه أحد من ذلك شيئا فارقهم وكان ورده كل يوم ألف ركعة ويقول لنفسه بهذا أمرت ولهذا خلقت ويصلى الليل أجمع وقيل لعامر أتحدث نفسك بشئ في الصلاة قال نعم أحدث نفسي بالوقوف بين يدي الله عز وجل ومنصرفي من بين يديه وقال عامر لقد أحببت الله تعالى حبا سهل على كل مصيبة ورضاني بكل قضية فما أبالي مع حبى إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت وكان إذا رأى الناس في حوائجهم يقول يا رب غدا الغادون في حوائجهم وغدوت إليك أسألك المغفرة ولما نزل به الموت بكى وقال لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون اللهم إني أستغفرك من تقصيري
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»