أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٣٨١
ثم انصرف قال عثمان ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت قالت عائشة يا رسول الله لم أرك فزعت لأبي بكر ولا عمر كما فزعت لعثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان عثمان رجل حي وإني خشيت ان أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلى حاجته وقال الليث قال جماعة الناس ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة (خلافته) أخبرا مسمار بن عمر بن العويس وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن الواسطي وغير واحد قالوا باسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو ابن ميمون قال رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال كيف فعلتما أتخافا أن تكونا حملتما الأرض مالا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة وذكر قصة قتل عمر رضي الله عنه قال فقالوا له أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أجد أحدا أحق بهذا الامر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعدا وعبد الرحمن وقال يشهدكم عبد الله بن عمر وليس له من الامر شئ كهيئة التعزية له فان أصابت الامرة سعدا فهو ذاك والا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة وقال أوصى الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين ان يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وان يغضي عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الاسلام وجباة المال وغيظ العدو وان لا يؤخذ منهم الا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الاسلام وان يأخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله وان يوفى لهم بعهدهم وان يقاتل من وراءهم ولا يكلفوا الا طاقتهم فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي فسلم عبد الله بن عمر وقال يستأذن عمر بن الخطاب فقال يعنى عائشة أدخلوه فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد الرحمن اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم قال الزبير قد جعلت أمرى إلى على وقال طلحة قد جعلت أمرى إلى عثمان وقال سعد قد جعلت أمرى إلى عبد الرحمن فقال عبد الرحمن أيكما يبرأ من هذا الامر فنجعله إليه والله عليه والاسلام لينظرن أفضلهم
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»