أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٣ - الصفحة ٣٠٦
فأعجب بها وآثرها على نسائه حتى شكينه إلى عائشة فعاتبته على ذلك فقال والله لكأني أرشف من ثناياها حب الرمان ثم انه جفاها حتى شكته إلى عائشة فقالت له عائشة يا عبد الرحمن أحببت ليلى فأفرطت وأبغضتها فأفرطت فاما ان تنصفها واما أن تجهزها إلى أهلها فجهزها إلى أهلها وكانت غسانية وشهد وقعة الجمل مع أخته عائشة أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي أذنا أخبرنا أبى حدثنا أبو القاسم ابن السمرقندي أخبرنا أبو الحسين بن النقور أخبرنا عيسى بن علي أخبرنا عبد الله ابن محمد حدثنا ابن عائشة حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن زياد أن معاوية كتب إلى مروان أن يبايع ليزيد بن معاوية فقال عبد الرحمن جئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم فقال مروان يا أيها الناس هذا الذي يقول الله تعالى والذي قال لوالديه أف لكما إلى آخر الآية فغضبت عائشة وقالت والله ما هو به ولو شئت أن اسميه لسميته وروى الزبير بن بكار قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه عن جده قال بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذها وقال لا أبيع ديني بدنياي وخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد وكان موته فجأة من نومة نامها بمكان اسمه حبشي على نحو عشرة أميال من مكة وحمل إلى مكة فدفن بها ولما اتصل خبر موته بأخته عائشة ظعنت إلى مكة حاجة فوقفت على قبره فبكت عليه وتمثلت وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا أما والله لو حضرتك لدفنتك حيث مت ولو حضرتك ما بكيتك وكان موته سنة ثلاث وقيل سنة خمس وخمسين وقيل سنة ست وخمسين والأول أكثر أخرجه الثلاثة * (عبد الرحمن) * بن عبد الله بن عثمان الثقفي وهو ابن أم الحكم تقدم في ترجمة عبد الرحمن بن أم الحكم * (س ع * عبد الرحمن) * أبو عبد الله غير منسوب روى أبو عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده وكانت له صحبة قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عصابة فقال من هذه قالوا الأزد فقال أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها وأعذبه أفواها وأصدقه لقاء ونظر إلى كبكبة فقال من هذه قالوا بكر بن وائل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أجبر كسيرهم
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»