سليمان بن الأشعث أخبرنا يحيى بن معين أخبرنا هشام بن يوسف عن عبد الله بن سليمان النوفلي عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبوا الله لما يغدوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي قيل إن الحسن بن علي حج عدة حجات ماشيا وكان يقول انى لأستحي من ربى ان ألقاه ولم أمش إلى بيته وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات فكان يترك نعلا ويأخذ نعلا وخرج من ماله كله مرتين وقال النبي صلى الله عليه وسلم حسن سبط من الأسباط وكان حليما كريما ورعا دعاه ورعه وفضله إلى أن ترك الملك والدينار رغبة فيما عند الله تعالى وكان يقول ما أحببت أن إلى أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم وكان من المبادرين إلى نصرة عثمان بن عفان وولى الخلافة بعد قتل أبيه على رضي الله عنهما وكان قتل على لثلاث عشرة بقيت من رمضان من سنة أربعين وبايعه أكثر من أربعين ألفا كانوا قد بايعوا أباه على الموت وكانوا أطوع للحسن وأحب له وبقى نحو سبعة أشهر خليفة بالعراق وما وراءه من خراسان والحجاز واليمن وغير ذلك ثم سار معاوية إليه من الشأم وسار هو إلى معاوية فلما تقاربا علم أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الأخرى فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الامر إليه على أن تكون له الخلافة بعده وعلى أن لا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز والعراق بشئ مما كان أيام أبيه وغير ذلك من القواعد فأجابه معاوية إلى ما طلب فظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم ان ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين وأي شرف أعظم من شرف من سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدا أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي اجازة أخبرنا أبى أخبرنا أبو السعود حدثنا أحمد بن محمد بن المجلى أخبرنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري أخبرنا محمد بن أحمد بن خاقان أخبرنا أبو بكر بن دريد قال قام الحسن بعد موت أبيه أمير المؤمنين فقال بعد حمد الله عز وجل انا والله ما ثنانا عن أهل الشأم شك ولا ندم وانما كنا نقاتل أهل الشأم بالسلامة والصبر فسلبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم ألا وانا لكم كما كنا ولستم لنا كما كنتم ألا وقد أصبحتم بين قتيلين قتيل بصفين تبكون له وقتيل بالنهروان تطلبون بثاره فأما الباقي فخاذل وأما الباكي فثائر ألا وان معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة
(١٣)