فخيره بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وقتل أبوه بها ويذكر عند اسمه وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين لم يعلمهم أحد الا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عمر أفى عمالي أحد من المنافقين قال نعم واحد قال من هو قال لا أذكره قال حذيفة فعزله كأنما دل عليه وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة فان حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر وان لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر وشهد حذيفة الحرب بنهاوند فلما قتل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية وكان فتح همدان والري والدينور على يده وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوج فيها وكان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر ليتجنبه وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية ليأتيه بخبر الكفار ولم يشهد بدرا لان المشركين أخذوا عليه الميثاق لا يقاتلهم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يقاتل أم لا فقال بل نفى لهم ونستعين الله عليهم وسأل رجل حذيفة أي الفتن أشد قال أن يعرض عليك الخير والشر لا تدرى أيهما تركب أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي وغيره قالوا باسنادهم إلى أبى عيسى الترمذي أخبرنا هناد أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام نومة فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام نومة فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل الوكت ثم ينام نومه فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفطت فتراه منتبرا وليس فيه شئ ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله قال فيصبح الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدى الأمانة حتى يقال ان في بني فلان رجلا أمينا وحتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من ايمان قال ولقد أتى على زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلما ليردنه على دينه ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه على ساعيه وأما اليوم فما كنت لأبايع الا فلانا وفلانا روى زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه تمنوا فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه مالا وجواهر ينفقونها في سبيل الله فقال عمر لكني أتمنى رجالا
(٣٩١)