أن شربت حمدت الله قلت لها من الجارية خلفك قالت ابنتي قال قلت ومن هي قالت زينب بنت حدير قال فقلت ممن قالت من نساء بني تميم قال فقلت من أيها قالت من بني حنظلة ثم من بني طهية قال قلت لها فارغة أم مشغولة قالت لا بل فارغة قال قلت تزوجينها قالت نعم إن كنت لها كفؤا قلت فمن يلي أمرها قالت عمها فانصرفت إلى منزلي فامتنعت من القائلة قال فأرسلت إلى إخواني من القراء الأشراف فأرسلت إلى مسروق بن الأجدع وإلى سليمان بن نجية وإلى الحجاج ابن عرفطة فتوافينا عند عمها العصر فقال لي عمها يا أبا أمية ألك حاجة قال قلت إليك عمدت قال وفيم ذاك قال جئت خاطبا قال من قلت زينب بنت حدير قال والله ما بها عنك رغبة ولا تقصير قال فحمدت الله وصليت على النبي (صلى الله عليه وسلم) وذكرت حاجتي قال فحمد الله أيضا وصلى على النبي (صلى الله عليه وسلم) وزوجني قال فوالله ما بلغت منزلي حتى ندمت قلت ما صنعت تزوجت امرأة من بني طهية من حي حفاة قال فأردت أن أفارقها ثم قلت سقطتين في يوم واحد لا والله ولكني أجمعها إلي فإن رأيت الذي أحب وإلا كنت قادرا قال فأرسلت إليها بصداقها وكرامتها قال فزفت إلي مع نساء أتراب لها فلما أن صارت بالباب قال قالت السلام عليكم ورحمة الله وأقبلن النساء ينخسنها ويقلن لها هذا منك جفاء قالت سبحان الله السلام والبركة فيه فلما أن توسطت البيت قالت يا قاضي موضع مسجد البيت فإن من السنة إذا دخلت المرأة على الرجل أن يقوم فيصلي ركعتين وتصلي خلفه ركعتين ويسألان الله خير ليلتهما تلك ويتعوذان بالله من شرها قال قلت خير ورب الكعبة قال فقمت أصلي فإذا بها خلفي تصلي فلما أن سلمت وثبت وثبة فإذا هي في قبتها وسط فراشها قاعدة قال ودخلت إليها فوضعت يدي على ناصيتها ودعوت لها بالبركة قالت نعم فبارك الله لك ولنا معك قال فأردت ما يريد الرجل فقالت لي هيه هيه على رسلك على حاجتك ما قدرت الحمد لله أحمده وأستعينه وصلى على محمد أما بعد فإني امرأة غريبة لم أنشأ معك وما سرت مسيرا أشد علي من هذا المسير وذلك أني لا أعرف أخلاقك فأخبرني بأخلاقك التي تحب أكن معها وأخلاقك التي تكره أزدجر عنها أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولك قال فاستطرت فرحا ثم قلت أما بعد قدمت خير مقدم على أهل دار زوجك سيد رجالهم وأنت إن شاء الله سيدة نسائهم أنا أحب من الأخلاق كذا وكذا وأكره من الأخلاق كذا وكذا قالت حدثني عن أختانك أتحب أن يزوروك قال قلت لها إني رجل
(٨٨)