بلغني عن ابن شهاب أنه كان يبتغي العلم من عروة بن الزبير وغيره فيأتي جارية له وهي نائمة فيوقظها فيقول [لها] (1) اسمعي حدثني فلان بكذا وحدثني وحدثني فلان بكذا فتقول ما لي ولهذا الحديث فيقول قد علمت أنك لا تنتفي به ولكني سمعت الآن فأردت أن استذكره (2) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان أنبأنا أبو عبد الله محمد بن بكران بن عمران الرازي أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص حدثني أبو بكر بن أبي سعيد حدثني أحمد بن أبي الحواري قال (3) سمعت الوليد بن مسلم قال خرج الزهري من الخضراء فجلس ذلك العمود من عند عبد الملك فقال يا أيها الناس إنا قد كنا منعناكم شيئا قد بذلناه لهؤلاء فتعالوا حتى أحدثكم قال فسمعهم يقولون قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فقال يا أهل الشام ما لي أرى أحاديثكم ليس [لها] (4) أزمة ولا خطم قال الوليد وقبض يده وقال تمسك أصحابنا بالأسانيد من يومئذ أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي أنبأنا أبو حامد أحمد بن [الحسن الأزهري (5) أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون أنا أبو حامد أحمد بن] (6) محمد ابن الحسن بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى حدثني محمد بن وهب بن عطية ثنا الوليد بن مسلم ثنا مرزوق بن أبي الهذيل قال كان الزهري لا يترك أحدا يكتب بين يديه قال فأكرهه هشام بن عبد الملك فأملى على بنيه فلما خرج من عنده دخل المسجد فأسند (7) إلى عمود من عمده ثم نادى يا طلبة الحديث قال فلما اجتمعوا إليه قال إني كنت منعتكم أمرا بذلته لأمير المؤمنين آنفا هلم فاكتبوا قال فكتب عنه الناس من يومئذ أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ثنا أحمد بن الحسين الصوفي ثنا الحسين بن مهدي ثنا عبد الرزاق ثنا مالك بن أنس قال مات يوم مات الزهري وإن كتبه حملت على البغال ما لم يخرجها.
(٣٣٣)