طرف الرقعة فإذا فيها تأتي فلانا تأتي فلانا (1) فتأخذ ذلك منه قال فسألت عنه فقيل ها هو ذا هو قهرمانة فأتيته بالرقعة فقال نعم فأمر لي بذلك من ساعته فانصرفت وقد ريشني وجبرني قال فغدوت إليه من الغد وأنا على بغلة وسرجها فسرت إلى جنبه فقال لي أحضر باب أمير المؤمنين حتى أدخلك (2) إليه قال فحضرت الوقت الذي وعدني له فأوصلني إليه وقال إياك أن تكلمه بشئ حتى يبدئك وأنا أكفيك أمره قال فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلي أن اجلس قال (3) فجلست ابتدأ عبد الملك الكلام فجعل يسألني عن أنساب قريش فلهو أعلم بها مني قال وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في العلم بالنسب قال ثم قال لي قد فرضت لك فرائض أهل بيتك ثم التفت إلى قبيصة فأمره أن يثبت ذلك في الدواوين (4) ثم قال أين تحب أن يكون ديوانك مع أمير المؤمنين ها هنا أم تأخذه ببلدك قال قلت يا أمير المؤمنين أنا معك فإذا أخذت الديوان أنت وأهل بيتك أخذته قال فأمر بإثباتي ونسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك وأهل بيته ديوانهم بالشام قال الزهري فعلت انا مثل ذلك وربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه قال ثم خرج قبيصة بعد قلك قال إن أمير المؤمنين قد أمر أن يثبت في صحابته وأن يجري عليك رزق الصحابة وأن يرفع فريضتك إلى أرفع منها فأكرم باب أمير المؤمنين قال وكان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضا شديدا قال فتخلفت (5) يوما أو يومين فجبهني جبها شديدا فلم أعد لذلك التخلف وكرهت أن أقول لقبيصة شيئا في أول ذلك ولزمت عسكر عبد الملك وكنت أدخل عليه كثيرا قال وجعلني عبد الملك فيما يسائلني (6) يقول من لقيت فجعلت اسمي له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم فقال عبد الملك فأين أنت عن الأنصار فإنك واجد عندهم علما أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية قال فسمى (7) رجالا منهم قال فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم يعني الأنصار فوجدت عندهم علما كثيرا قال وتوفي عبد الملك بن مروان فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفي ثم سليمان
(٣٢٤)