قاربت معاوية فقال ارحل يا وردان فدعا ابنيه عبد الله ومحمدا فقال ما تريان فقال عبد الله توفي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو عنك راض وتوفي أبو بكر وهو عنك راض إني أرى أن تكف يدك وتجلس في بيتك حتى يجتمع الناس على إمام فتبايعه فقال حط يا وردان وقال له ابنه محمد بن عمرو أنت ناب من أنياب العرب فلا أرى أن يجتمع هذا الأمر وليس لك فيه صوت ولا ذكر فقال أما أنت يا عبد الله فأمرتني بالذي هو خير لي في آخرتي وأسلم في ديني وأما أنت يا محمد فأمرتني بالذي هو أنبه لي في دنياي وشر لي في آخرتي وإن عليا قد بويع له وهو يدل لسابقته وهو غير مشركي في شئ من أمره ارحل يا وردان ثم ومعه ابناه حتى قدم على معاوية بن أبي سفيان فبايعه على الطلب بدم عثمان وكتبا بينهما كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تعاهد عليه معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ببيت المقدس من بعد قتل عثمان بن عفان وحمل كل واحد منهما الأمانة أن بيننا عهد الله على التناصر والتخالص والناصح في أمر الله والإسلام ولا يخذل أحدنا صاحبه بشئ ولا يتخذ من دونه وليجة ولا يحول بيننا ولد ولا والد أبدا ما حيينا فيما استطعنا فإذا فتحت مصر فإن عمرا على أرضها وإمارته التي أمره عليها أمير المؤمنين وبيننا التناصح والتوازر والتعاون على ما نابنا من الأمور ومعاوية أمير على عمرو في الناس وفي عامة الأمر حتى يجمع الله الأمة فإذا اجتمعت الأمة فإنهما يدخلان في أحسن أمرها على أحسن الذي بينهما في أمر الله والذي بينهما من الشرط في هذه الصحيفة وكتب وردان سنة ثمان وثلاثين قال وبلغ ذلك عليا فقام فخطب أهل الكوفة فقال أما بعد فإنه قد بلغني أن عمرو ابن العاص الأبتر ابن الأبتر بايع معاوية على الطلب بدم عثمان وحضهم عليه فالعضد والله الشلاء عمرو ونصرته أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا أحمد بن عبد الله بن سعيد بن سيف نا السري بن يحيى نا شعيب بن إبراهيم نا سيف (1) بن عمر نا عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا وبينا عمرو بن العاص جالس
(٢٧)