مسلمة بن عبد الملك فسار إليها وغزا كل من كان بالباب من الأتراك فحاصرهم ورماهم بالمنجنيق حتى فتحها الله فأخرج أهلها وثلم حائطها أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو محمد بن زبر (1) ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي سعد ثنا أحمد بن معاوية ثنا الأصمعي عن ابن عمر قال كان محمد بن مروان قويا في بدنه شديد البأس فكان عبد الملك يحسده على ذلك وعلى أشياء كان لا يزال يراها منه وكان يدابره ويساتره حتى قتل (2) مصعب بن الزبير وانتظمت له الأمور فجعل يبدي له الشئ مما في نفسه ويقابله بما يكره من القول ويبلغه عنه أكثر من ذلك فلما رأى محمد ما أظهر له عبد الملك تهيأ للرحيل إلى أرمينية وأصلح شأنه وجهازه ورحلت إبله حتى إذا استقلت للمسير دخل على عبد الملك مودعا فلما خاطبه قال عبد الملك وما السبب في ذلك وما الذي بعثك عليه؟
فأنشأ يقول:
وإنك لا ترى طردا لحر * كإلصاق به بعض الهوان فلو كنا بمنزلة جميعا * جريت (3) وأنت مضطرب العنان.
فقال له عبد الملك أقسمت عليك إلا ما أقمت فوالله لا رأيت مكروها بعدها فأقام أخبرنا أبو غالب البصري أنبأنا محمد بن علي أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران الأشناني أنبأنا موسى التستري أنبأنا خليفة العصفري قال (4) وفيها يعني سنة إحدى ومائة مات ذكوان أبو صالح ومحمد بن مروان بن الحكم وكذا ذكره الواقدي في وفاته قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال وفيها يعني سنة إحدى ومائة مات محمد بن مروان بن الحكم وذكر سعيد بن كثير بن عفير أن وفاته كانت في رجب من هذه السنة.