ومحمد بن المسيب الأرغياني وأحمد بن محمد الأزهري وأقرانهم من أهل نيسابور وسمع بالري من أحمد بن جعفر بن نصر ومحمد بن صالح السروي (1) وسمع ببغداد من محمد بن جرير الطبري وعمر بن أبي غيلان الثقفي وعبد الله بن إسحاق المدائني (2) وطبقتهم وسمع بالكوفة من علي بن العباس المقانعي ونظرائه وسمع بمكة من محمد ابن جعفر الديبلي وسمع بمصر من علي بن أحمد [بن سليمان المعروف بعلان وأشباهه وسمع بالشام من أحمد بن عمير بن جوصا وأبي الجهم بن طلاب] (3) المشغرائي (4) وسمع بالجزيرة من أبي عروبة الحراني وغيره وكان عبدا صالحا ثبتا حافظا صنف العلل والشيوخ والأبواب وحدث ببغداد قديما في أيام أبي بكر بن أبي داود ثنا عن الحجاجي أبو حازم العبدوي وأبو بكر البرقاني أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأنا محمد بن عبد الله الحافظ قال (5) كان أبو الحسين الحجاجي من الصالحين المجتهدين في العبادة وكان يمتنع وهو كهل عن الرواية فلما بلغ الثمانين لازمه أصحابنا (6) بالليل والنهار حتى سمعوا " العلل " وهو نيف وثمانون جزءا والشيوخ وسائر المصنفات صحبت أبا الحسين نيفا وعشرين سنة بالليل والنهار فما أعلم أني علمت أن الملك كتب عليه خطيئة وحدثنا أبو علي الحافظ في مجلسه للإملاء [قال] حدثني أبو الحسين بن يعقوب وهو أثبت من حدثنا عنه اليوم فذكر عنه حديثا (7) قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا علي الحافظ غير مرة يقول ما في أصحابنا أفهم ولا أثبت من أبي الحسين وأنا ألقبه بعفان لثبته ولعمري أنه كما قال أبو علي فإن فهمه كان يزيد على حفظه (8) أخبرنا أبو القاسم وأبو الحسن قالا ثنا وأبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر
(٢١٥)