قالا أنا أبو طاهر المخلص أنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري نا زكريا بن يحيى المنقري نا الأصمعي نا أبو نوفل الهذلي عن أبيه قال ولد عتبة بن مسعود عبد الله وكان واليا لعمر بن الخطاب فولد عبد الله عبيد الله وعونا وعبد الرحمن فأما عبيد الله فكان من فقهاء أهل المدينة وخيارهم وكان أعمى فمر عليه عبد الله بن عمرو بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ولم يسلما عليه فأخبر بذلك فأنشأ يقول لا تعجبا أن تؤتيا فتلكما * فما خشي الأقوام شرا من الكبر مسا تراب الأرض منه خلقتما * وفيها المعاد والمصير إلى الحشر * وأما عون بن عبد الله فكان من آدب أهل المدينة وأفقههم وكان مرجئا ثم رجع عن ذلك فأنشأ يقول لأول ما تفارق غير شك * ففارق ما يقول المرجئونا وقالوا مؤمن من أهل جور * وليس المؤمنون بجائرينا وقالوا مؤمن دمه حلال * وقد حرمت دماء المؤمنينا ثم خرج مع ابن الأشعث فهرب حيث هربوا فأتى محمد بن مروان بنصيبين فآمنه وألزمه ابنه فقال له محمد كيف رأيت ابن أخيك قال ألزمتني رجلا إن قعدت عنه عتب وإن أتيته حجب وإن عاتبته صخب وإن صاحبته غضب فتركه ولزم عمر بن عبد العزيز وهو خليفة وكانت له منه منزلة وخرج جرير فأقام بباب عمر بن عبد العزيز فطال مقامه فكتب إلى عون بن عبد الله
(٦٥)