تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٤٢٠
خيمة فخرج إليه صاحب الخيمة فقال يا عبد الله قم من ظلنا فقام عيسى فجلس في الشمس وقال ليس أنت الذي أقمتني انما أقامني الذي لم يرد ان أصيب من الدنيا شيئا أخبرنا أبو سعد بن البغدادي أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم وأبو عمرو بن مندة قالا أنبأنا الحسن بن حمد بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني علي بن أبي مريم عن زهير أبي سعيد الموصلي قال أخبرت ان عيسى بن مريم دخل ذات يوم ربة فمطرت السماء فنظر إلى ثعلب قد اقبل مستديرا بذنبه حتى دخل جحره فقال الحمد لله الذي جعل لكل شئ مأوى الا عيسى بن مريم لا مأوى له فإذا هو بصوت يا ابن مريم ادخل الفج فدخل الفج فإذا هو برجل قائم يصلي فأقام عنده ثمانية عشر يوما ينتظره لينفتل من صلاته فيكلمه فلما انفتل قال له يا عبد الله ما الذي أذنبت فاقبل العابد على البكاء وقال يا روح الله أذنبت ذنبا عظيما قال وما هو قال قلت يوما لشئ كان يا ليته لم يكن أخبرنا أبو القاسم العلوي أنبأنا أبو الحسن المقرئ أنبأنا أبو محمد المقرئ أنبأنا أبو بكر الدينوري حدثنا محمد بن يونس البصري حدثنا الحسن بن علي الخلال أنبأنا المعتمر بن سليمان التيمي قال خرج عيسى على أصحابه وعليه جبة من صوف وكساء وتبان حافيا باكيا أشعث مصفر اللون من الجوع يابس الشفتين من العطش فقال السلام عليكم يا بني إسرائيل انا الذي أنزلت الدنيا منزلتها بإذن الله ولا عجب ولا فخر أتدرون أين بيتي قالوا أين بيتك يا روح الله قال بيتي المساجد وطيبي الماء وأدامي الجوع وسراجي القمر بالليل وصلاتي في الشتاء مشارق الشمس وريحاني بقول الأرض ولباسي الصوف وشعاري خوف رب العزة وجلسائي الزمني والمساكين أصبح

١ - كذا بالأصل وفي المختصر: مستذفرا. راجع ما كتبه محققه في حاشيته.
٢ - الزيادة للإيضاح عن المختصر.
٣ - من طريقه رواه ابن كثير في البداية والنهاية ٢ / ١٠٤ وقصص الأنبياء ٢ / 425 وقال في آخره: رواه ابن عساكر.
4 - التبان: سراويل صغير مقدار شبر وقيل إلى ما فوق الركبة (اللسان).
5 - كذا بالأصل وفي المختصر والمصادر: شعثا.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»