قالا أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا الحسين بن صفوان أنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن أبي معشر حدثني أبي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال إن نفرا من الجن تكونوا في صورة الإنس فأتوا رجلا فقالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال الإبل قالوا أحببت الشقاء والعناء وطول البلاء تلحقك بالغربة وتبعدك من الأحبة فارتحلوا من عنده فنزلوا بآخر فقالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال العبيد قالوا عز مستباد وغيظ كالأوتاد ومال وبعاد فارتحلوا فنزلوا على آخر قالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال أحب الغنم قالوا أكلة آكل ورفدة سائل لا تحملك في الحرب ولا تلحقك في النهب ولا تنجيك من الكرب وارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال أحب الأصل قالوا ثلاثمائة وستون نخلة غنى الدهر ومال الضح والريح فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال أحب الحرث قالوا نصف العيش حين تحرث تجد وحين لا تحرث لا تجد قال فارتحلوا من عنده فنزلوا على آخر فقالوا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال كما أنتم حتى نضيفكم قال فجاءهم بخبز فقالوا قمح صالح وقال ابن طاوس تصلح ثم جاءهم زاد ابن طاوس بلحم فقالوا روح تأكل روحا ما قل منه خير مما كثر قال فجاءهم بتمر وقالا بتمر النخلات ولبن البكرات كلوا باسم الله قال فأكلوا قالوا أخبرنا ما أحد شئ وما أحسن شئ وما أطيب شئ رائحة قال أما أحد شئ فضرس جائع يقذف في معي ضائع وأما أحسن شئ فغادية في إثر سارية في أرض رابية وأما أطيب شئ رائحة فريح زهر في أثر مطر قالوا فأخبرنا أي شئ أحب إليك أن يكون لك قال أحب الموت قالوا لقد تمنيت شيئا ما تمناه أحد قبلك قال ولم قال إن كنت محسنا ضمن لي إحساني وإن كنت مسيئا كفاني إساءتي وإن كنت غنيا فعيل فقري وإن كنت فقيرا ضمن لي فقري قالوا أوصنا وزودنا فأخرج إليهم قربة من لبن فقال (هذا زادكم قالوا أوصنا قالوا قالوا لا إله
(١٦٤)