أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد نا الحسن بن علي بن المقتدر نا أحمد بن منصور اليشكري إملاء نا ابن دريد نا نا سعيد بن عامر نا جويرية قال بعضه عن نافع وبعضه عن رجل من ولد أبي الدرداء قال دخل أبو الدرداء مالا له ومعه ناس من أصحابه فطافوا فيه فلما خرجوا قالوا ما رأينا كاليوم مالا أحسن قال فإني أشهدكم أن ما خلفت خلف ظهري في سبيل الله وأن ذلك إلى أمير المؤمنين يضعه حيث رأى ثم أتى عمر فاستأذن في أن يأتي الشام فقال لا آذن لك إلا أن تعمل قال فإني لا أعمل قال فإني لا آذن لك قال فأنطلق فأعلم الناس سنة نبيهم (صلى الله عليه وسلم) وأصلي بهم فأذن له فكان الناس في الصيف يتفرقون في المغازي فإذا كان الشتاء اجتمعوا في المشتا فصلى بهم أبو الدرداء فخرج عمر إلى الشام وقد اجتمعوا إلى المشتا فلما كان قريبا منهم أقام حتى أمسى فلما جنه الليل قال يا يرفأ انطلق إلى يزيد بن أبي سفيان فأبصر عنده سمار ومصباح مفترشا ديباجا وحريرا من فئ المسلمين فتسلم عليه فيرد عليك وتستأذن فلا يؤذن لك حتى يعلم من أنت فذكر جويرية كراهيته ولم يحفظ أبو محمد لفظه قال فانطلقا حتى انتهيا إلى بابه فقال السلام عليكم فقال وعليكم السلام قال أدخل قال ومن أنت قال يرفأ هذا من يسوؤك هذا أمير المؤمنين ففتح الباب فإذا سمار ومصباح وإذا هو مفترش ديباجا وحريرا قال يا يرفأ الباب الباب ثم وضع الدرية بين أذنيه ضربا وكور المتاع فوضعه في وسط البيت ثم قال للقوم لا يبرح أحد منكم حتى أرجع إليكم فخرجنا من عنده فقال يا يرفأ انطلق بنا إلى عمرو بن العاص أبصر عنده سمارا ومصباحا وديباجا مفترشا من فئ المسلمين فتسلم عليه فيرد عليك وتستأذن عليه
(١٣٥)