تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٨٨
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين وأبو البقاء عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز الرازي وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر القزاز قالوا أنا أبو الحسين بن المهتدي (1) أنا أبو الحسن الحربي نا ابن عبدة القاضي يعني محمد بن عبدة بن حرب نا إبراهيم وهو ابن الحجاج عن حماد عن عبد الملك بن عمير وعاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال لقي رجل شيطانا في سكة من سكك المدينة فصارعه فصرعه الرجل فقال له الشيطان دعني فإنك إن تدعني أخبرك بشئ يعجبك فتركه وقال أخبرني فأبى أن يخبره فصارعه فصرعه الثالثة فعض أصبعه وقال لا والله لا أدعك حتى تخبرني فقال هل تقرأ سورة البقرة قال نعم قال فإن الشيطان لا يسمع منها شيئا إلا أدبر وله خبج كخبج الحمار فقيل لابن مسعود من ذلك الرجل قال ومن عسى أن يكون إلا عمر بن الخطاب أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا رشأ بن نظيف أنا الحسن بن إسماعيل أنا أحمد بن مروان نا أبو إسماعيل الترمذي نا أبو نعيم نا أبو عاصم الثقفي محمد بن أبي أيوب نا الشعبي قال قال ابن مسعود لقي رجل من أصحاب محمد رجلا من الجن فصارعه فصرعه الإنسي فقال له الجني عاودني فعاوده فصرعه الإنسي فقال له الإنسي إني لأراك ضئيلا شخيتا (2) كأن ذريعتيك (3) ذريعتي كلب أفكذلك أنتم معاشر الجن أم أنت منهم كذا قال والله إني منهم لضليع (4) ولكن عاودني الثالثة فإن صرعتني علمتك شيئا ينفعك قال فعاوده فصرعه قال هات علمني قال هل تقرأ آية الكرسي قال نعم قال فإنك لا تقرأها في بيت إلا أخرج منه الشيطان ثم لا يدخله حتى يصبح

(1) في (ز): المقتدي، تصحيف.
(2) الشخيت: النحيف الجسم، والمهزول (راجع اللسان: شخت).
(3) ذريعتك ذريعتي كلب: الذريعة: تصغير ذراع. ولحوق الهاء فيها لكونها مؤنثة، وقد تذكر فيهما (تاج العروس:
ذرع).
(4) الضليع: القوي الشديد، وقيل هو الطويل الأضلاع العظيم الخلق، الضخم، ومنه الحديث: أن عمر صارع جنيا فصرعه عمر، ثم قال له: ما لذراعيك كأنهما ذراعا كلب؟ يستضعفه بذلك، فقال له الجني: أما إني منهم لضليع، أي عظيم الخلق شديد (تاج العروس: ضلع).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»