تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٥٧
بكر يا رسول الله قومك وأهلك استبقهم واستأن بهم لعل الله أن يتوب عليهم قال وقال عمر يا رسول الله أخرجوك وكذبوك قربهم (1) فاضرب أعناقهم قال وقال عبد الله بن رواحة يا رسول الله انظر واديا كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه (2) عليهم نارا قال فقال العباس قطعت رحمك قال فدخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلم يردد (3) عليهم شيئا قال فقال ناس يأخذ بقول أبي بكر وقال ناس يأخذ بقول عمر وقال ناس يأخذ بقول عبد الله بن رواحة قال فخرج عليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال إن الله (4) ليلين قلوب رجال فيه حتى تكون ألين من اللبن وإن الله ليشدد (5) قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم قال " من تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم " ومثلك يا أبا بكر كمثل عيسى قال " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " وإن مثلك يا عمر كمثل نوح قال " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا " وإن مثلك يا عمر كمثل موسى قال رب " اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " أنتم عالة فلا ينقلبن (6) منهم أحد إلا بفداء أو ضربة عنق قال عبد الله فقلت يا رسول الله إلا سهيل بن بيضاء فإني قد سمعته يذكر الإسلام قال فسكت قال فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع علي حجارة من السماء في ذلك اليوم حتى قال إلا سهيل بن بيضاء قال فأنزل الله " لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم " (7) إلى قوله " ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم " (8) أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا يوسف بن الحسن قالا أنا أبو نعيم الحافظ نا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود الطيالسي نا المسعودي حدثني أبو نهشل عن أبي وائل قال قال ابن مسعود فضل الناس عمر بدعوة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اللهم أيد الدين بعمر [9446] أخبرناه بتمامه أبو علي عبد القاهر بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي وأبو

(1) لفظة (قربهم) ليست في المسند.
(2) في المسند: أضرم.
(3) في المسند: يرد.
(4) زيادة عن المسند.
(5) في المسند: ليشد.
(6) في المسند: ينفلتن.
(7) سورة الأنفال، الآية: 68.
(8) سورة الأنفال، الآية: 67.
(٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»