تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ١٠٧
البصري يعرف بابن الوصي نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني عمر بن محمد أن سالم بن عبد الله بن عمر قال ما سمعت عمر بن الخطاب يقول لشئ قط إني لأظن كذا وكذا إلا كان كما يظن بينما عمر بن الخطاب جالسا إذ مر به رجل جميل فقال له لقد أخطأ ظني وإن هذا الرجل على دينه في الجاهلية أو لقد كان كاهنا في الجاهلية علي الرجل فدعي له فقال عمر لقد أخطأ ظني وإنك لعلى دينك في الجاهلية أو لقد كنت كاهنهم قال ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم فقال عمر فإني أعزم عليك إلا ما أخبرتني قال كنت كاهنهم في الجاهلية قال فماذا أعجب ما جائتك به جنيتك قال بينا أنا يوما في السوق أعرف منه الفزع قالت:
ألم تر إلى الجن وإبلاسها * (1) وإياسها من (2) اسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها (3) قال عمر صدق بينا أنا عد آلهتهم إذ جاء رجل بعجل يذبح فصرخ منه صارخ لم أسمع صارخا قط أشد صوتا منه يقول يا جليح أمر نجيح رجل فصيح (4) يقول لا إله إلا الله وثب القوم قلت لا أبرح حتى أعلم ما وراء هذا ثم نادى يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول لا إله إلا الله فقلت لا أبرح فما نشبنا أن قيل هذا نبي أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أبو حامد الأزهري أنا أبو محمد المخلدي أنا المؤمل بن الحسن نا الحسن بن محمد بن الصباح نا محمد بن عبيد نا يحيى بن البواب عن عامر عن وهب السوائي قال خطب الناس علي فقال من خير (5) هذه الأمة بعد نبيها قالوا أنت يا أمير المؤمنين

(1) أبلس الرجل: إذا سكت ذليلا أو مغلوبا.
(2) كذا بالأصل وم و (ز)، وفي سيرة ابن هشام 1 / 224 (وإياسها من دينها) وفي المطبوعة: وإياسها من بعد إيناسها.
والاياس: اليأس.
(3) القلاص من الإبل: الفتية منها. والاحلاس: جمع حلس: وهو كساء من جلد يوضع على ظهر البعير، ثم يوضع عليه الرحل.
(4) في سيرة ابن هشام: يقول: يا ذريح، أمر نجيح، رجل يصيح.
(5) تقرأ بالأصل وم و (ز): (حيي) والمثبت عن المختصر.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»