تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٩ - الصفحة ٣٠١
أنا أبو بكر بن سيف أنا السري بن يحيى أنا شعيب بن إبراهيم نا سيف بن عمر عن عطية عن يزيد الفقعسي قال لما خرج ابن السوداء إلى مصر اعتمر فيهم فأقام فنزل على كنانة بن بشر مرة وعلى سودان بن حمران مرة وانقطع إلى الغافقي فشجعه الغافقي (1) فتكلم وأطاف به خالد بن ملجم وعبد الله بن زرير (2) وأشباه لهم فصرف لهم القول فلم يجدهم يجيبون إلى شئ مما يجيبون إلى الوصية فقال عليكم ناب (3) العرب وحجرهم (4) ولسنا من رجاله فأروه أنكم تزرعون ولا تزرعون العام شيئا حتى ينكسر مصر فتشكونه فيعزل عنكم ونسأل من هو أضعف منه ونخلو بما نريد ويظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكان أسرعهم إلى ذلك وأعلمهم فيه محمد بن أبي حذيفة وهو ابن خال معاوية وكان يتيما في حجر عثمان فلما ولي استأذنه في الهجرة إلى بعض الأمصار فخرج إلى مصر وكان دعاه إلى ذلك أنه سأل العمل فقال لست هناك ففعلوا ما أمرهم به ابن السوداء ثم إنهم خرجوا أو من شاء منهم وشكوا عمرا (5) واستعفوا منه وكلما نهنه (6) عثمان عن عمرو قوما وسكنهم وأرضاهم وقال إنما هو أمين انبعث آخرون بشئ آخر وكلهم يطلب عبد الله بن سعد بن أبي سرح فقال لهم عثمان أما عمرو (7) فسننزعه عنكم إلى ما زعمتم أنه أفسد وأما الحرب فسنقره عليها ونولي من سألتم فولي عبد الله بن سعد خراجهم خراج مصر وترك عمرا على صلاتها فمشى في ذلك سودان بن حمران وكنانة بن بشر وخارجة وأشباههم فيما بين عمرو وعبد الله بن سعد وأغروا بينهما حتى احتمل كل واحد منهما على صاحبه وتكاتبا على قدر ما أبلغوا كل واحد منهما فكتب عبد الله بن سعد إن خراجي لا يستقيم ما دام عمرو على الصلاة وخرجوا فصدقوه واستعفوا من عمرو وسألوا عبد الله فكتب عثمان إلى عمرو أنه لا خير لك في صحبة من يكرهك فأقبل وجمع مصر لعبد الله صلاتها وخراجها فقدم عمرو فقال له عثمان أما عبد الله ما شأنك استحيل (8)

(1) هو الغافقي بن حرب العكي.
(2) ضبطت عن التبصير 2 / 642.
(3) ناب العرب أي سيدهم.
(4) الحجر هنا الداهية.
(5) يعني عمرو بن العاص.
(6) نهتهت فلانا إذا زجرته وكففته فكف. (اللسان: نهنه).
(7) الزيادة عن م.
(8) استحيل رأيك: أي أفسد، وكل شئ تغير من الاستواء إلى العوج فقد حال واستحال.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»