إليها وبلغ معاوية بن حديج (1) السكوني الخبر فخرج فاستقبله على مرحلتين من مصر فقال ارجع إلى خالك فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة قال فرجع معاوية وأقبل معاوية بن حديج (1) وافدا قال وكان إذا جاء قلست (2) له الطريق يعني ضربت له قباب الريحان قال فدخل على معاوية وعنده أم الحكم فقالت من هذا يا أمير المؤمنين قال بخ هذا معاوية بن حديج قالت لا مرحبا به تسمع بالمعيدي خير من أن تراه (3) فقال على رسلك يا أم الحكم أما والله لقد تزوجت فما أكرمت وولدت فما أنجبت أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا فيسير فينا كما سار في إخواننا من أهل الكوفة ما كان الله ليرى (4) ذلك ولو فعل لضربناه ضربا يصامي منه (5) وإن كان ذاك (6) الجالس فالتفت إليها معاوية فقال كفي في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر اللفتواني أنا أبو (7) عمرو بن منده أنا الحسن بن محمد بن يوه (8) أنا أحمد بن محمد بن عمر نا أبو بكر بن أبي الدنيا أخبرني أبو عبد الله القرشي عن علي بن محمد عن مسلمة بن محارب عن حرب بن خالد قال كان عبد الرحمن بن أم الحكم ينازع يزيد بن معاوية كثيرا فقال معاوية لأبي خداش بن عتبة بن أبي لهب إن عبد الرحمن لا يزال يتعرض ليزيد فتعرض له أنت حتى تسمع يزيد ما يجري بينكما ولك عشرة آلاف درهم قال عجلها لي فعجلها له فحملت إليه ثم التقوا عند معاوية فقال أبو خداش يا أمير المؤمنين أعدني على عبد الرحمن فإنه قتل مولى لي بالكوفة فقال عبد الرحمن يا ابن بنت ألا تسكت فقال أبو خداش لعبد الرحمن يا ابن تمدر يا ابن البريح يا ابن أم قدح فقال معاوية يا أبا خداش حسبك يرحمك الله على دية
(٥٣)