المعذرة فهتكت بأمره حرمات حكم الله صيانتها (1) وفي (2) رواية الطبري حتم الله صونها (2) وسفكت دماء فرض الله حقنها وزويت الأمر على أهله ووضعته منه في غير محله فان يعف الله عني فبفضل منه وإن يعاقب فبما كسبت يداي وما الله بظلام للعبيد ثم أنساه الله حتى جاءه حتف أنفه فقتله ثم صعد المنبر فذكر مثل المتقدم فيما ذكر وقال الجازري (3) قال المعافى هذا قول القائل حتى جاءه حتف أنفه ينبغي ان يكون على قول أهل العلم خطأ من قائله وذلك أنهم ذكروا انه (4) يقال لمن لم يقتل ومات على فراشه مات حتف أنفه ومات حتف أنفيه وذكر بعض المتقدمين في علم اللغة وأهل المعرفة بالعربية ان هذا مما أتى في ألفاظ معدودة تكلم بها النبي (صلى الله عليه وسلم) يتلوه بعد.. (5) لم يجدوا سابقا إليها غيره أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن انا محمد بن علي بن أحمد انا أحمد بن إسحاق انا أحمد بن عمران الأشناني نا أبو عمران موسى بن زكريا نا خليفة بن خياط قال (6) سنة سبع وثلاثين ومائة فيها وجه أبو جعفر أبا مسلم إلى عبد الله بن علي فالتقوا بنصيبين في جمادى الآخرة من سنة سبع وثلاثين ومائة فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم عبد الله بن علي فأتى البصرة وبعث أبو جعفر إلى أبي مسلم ان احتفظ بما في يديك فغضب أبو مسلم وتوجه إلى خراسان فبعث أبو جعفر سلمة بن سعيد بن جابر وكان صهر أبي مسلم كانت خالته تحت أبي مسلم فلحق أبا مسلم قبل أن يدخل الري فسأله القدوم على أبي جعفر فقدم معه وأبو جعفر بالمدائن فقتله أبو جعفر بالرومية وذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة وقال خليفة (7) فسمعت يحيى بن المسيب قال قتله وهو في سرادقات ثم بعث إلى عيسى بن موسى فأعلمه ذلك وأعطاه الرأس والمال فخرج به ونثر الأموال فتشاغلوا بها
(٤١٨)