محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي قالا انا أبو القاسم بن أبي العقب انا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نا محمد بن عائذ اخبرني محمد بن شعيب عن عثمان بن عطاء عن أبيه عطاء الخراساني عن عكرمة عن ابن عباس قال جئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد خروجه من الطائف بستة أشهر ثم امره الله عز وجل بغزوة تبوك وهي التي ذكر الله ساعة العسرة وذلك في حر شديد وقد كثر النفاق وكثر أصحاب الصفة والصفة بيت كان لأهل الصدقة يجتمعون فيه فتأتيهم صدقة النبي (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين وإذا حضر غزو عمد المسلمون إليهم فاحتمل الرجل الرجل أو ما شاء الله بشبعة فجهزوهم وغزوا معهم واحتسبوا عليهم فامر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالنفقة في سبيل الله والحسبة فانفقوا احتسابا وأنفق رجال غير محتسبين وحمل رجال من فقراء المسلمين وبقي أناس وأفضل ما تصدق به يومئذ أحد عبد الرحمن بن عوف تصدق بمائتي أوقية وتصدق عمر بن الخطاب بمائة أوقية وتصدق عاصم النصاري بتسعين وسقا من تمر وقال عمر بن الخطاب يا رسول الله اني لأرى عبد الرحمن الا قد [اخترب ما] (1) ترك لأهله شيئا فسأله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل تركت لأهلك شيئا قال نعم أكثر مما أنفقت وأطيب قال [كم قال] (2) ما وعد الله ورسوله من الرزق والخير وذكر الحديث أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم انا أبو الحسن بن أبي الحديد انا جدي أبو بكر انا محمد بن يوسف بن بشر انا محمد بن حماد انا عبد الرزاق انا معمر عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات " (3) قال تصدق عبد الرحمن بن عوف بشطر ماله ثمانية آلاف دينار فتصدق بأربعة آلاف دينار فقال أناس من المنافقين ان عبد الرحمن لعظيم الرياء (4) فقال الله " الذين يلمزون للمطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم " وكان لرجل من الأنصار صاعان من تمر فجاء بأحدهما فقال أناس من المنافقين ان كان الله عن صاع هذا لغني وكان المنافقون (5) يطعنون عليهم ويسخرون منهم فقال الله تبارك وتعالى " والذين لا
(٢٦٢)