قرأت على أبي (1) غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري وحدثنا (2) عمي نا ابن يوسف أنا الجوهري أنا أبو عمر الخزاز (3) أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد (4) أنا بكار بن محمد قال كان ابن عون يتمنى أن يرى النبي (صلى الله عليه وسلم) فلم يره إلا قبل وفاته بيسير فسر بذلك سرورا شديدا فنزل من درجته إلى مسجد كان في الدار قال فسقط فأصيب في رجله فلم يعالج حتى مات وكفن في برد شراه بمائتي درهم فماكسنا بنوه وقالوا لا يشتري إلا بدون ذلك فقالت عمتي وكانت امرأته أحسبوا الباقي علي (5) قال وحضرت وفاة ابن عون فكان موجها حين قبض يذكر الله حتى غرغر بالموت قال وقالت عمتي أم محمد بنت عبد الله بن محمد بن سيرين اقرأ عند ابن عون سورة يس فقرأتها قال وما رأيت أحدا كان أشد عقلا عند الموت من ابن عون وما كان يزيد أن يقول بالثوب (6) هكذا يرفعه عن بطنه ومات في السحر فما قدرنا أن نصلي عليه حتى وضعناه في محراب المصلى غلبنا عليه الناس (7) ومات ابن عون وعليه من الدين بضعة عشر ألفا وأوصى بخمس ماله بعد دينه إلى أبي في قرابته المحتاجين وغير المحتاجين قال وكان ابن عون في مرضه أصبر من أسد أي (8) ما رأيته يشكو من شئ من علته حتى مات ولم يخلف درهما ولا دينارا وإنما خلف دارا في العطارين وداره التي كان يسكنها في سكة المربد قال ومات رحمه الله في رجب سنة إحدى وخمسين ومائة في خلافة أبي جعفر وصلى عليه جميل بن محفوظ الأزدي صاحب شرطة عقبة بن مسلم (9) (10)
(٣٦٧)