تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣٠ - الصفحة ١٢٨
لأبيه لقد أهدفت لي يوم بدر فصرفت (1) عنك ولم أقتلك فقال أبو بكر لكنك لو أهدفت لي لم انصرف عنك قال وأنا ابن مروان نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة بتفسير هذا الحديث فقال قوله أهدفت لي معناه أشرفت (2) لي ومنه قيل للبناء المرتفع هدف (3) وهدف الرامي منه لأنه شئ ارتفع للرامي حتى يراه وأن عبد الرحمن كره أن يقاتل أباه أو انصرف عنه هيبة له وقول أبي بكر لو أهدفت لي لم أصرف وجهي عنك وهذا من أكبر فضائله لأنه كان لا تأخذه في الله لومة لائم جعل الله في قلبه من جلالة الإيمان وبهذا وصف الله أصحاب محمد (صلى الله عليه وسلم) فقال " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر " الآية (4) وقال (صلى الله عليه وسلم) ما أحد عرضت عليه الإسلام أو الإيمان أو النبوة إلا كانت له كبوة غير أبي بكر فإنه لم يتلعثم والكبوة أن يقف ساعة حتى ينظر في أمره وأبو بكر لما قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) إني نبي قال له صدقت فجاوبه لقوله ولم يقف ساعة واحدة وهو قوله لم يتلعثم أي لم يقف [* * * *] أخبرنا أبو المظفر بن القشيري أنا أبو سعد الأديب أنا أبو عمرو بن حمدان وأخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنبأ إبراهيم بن منصور أنبأ أبو بكر بن المقرئ قالا أنا أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير نا مسعر عن أبي عون عن أبي صالح الحنفي عن علي قال قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم بدر ولأبي بكر مع أحد جاء جبريل ومع الآخر جاء ميكائيل وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يكون في القتال [* * * *] أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأ أبو جعفر بن المسلمة أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الآدمي نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث نا نصر بن علي الجهضمي نا أبو أحمد الزهري ثنا مسعر عن أبي عون عن أبي صالح عن

(1) كذا بالأصل وم، وفي مختصر ابن منظور: فصدفت.
(2) عن م وبالأصل: أسرفت.
(3) عن م، وبالأصل: هدق وهرق.
(4) سورة المجادلة، الآية: 22.
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»