فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو وأسأله أن يصلي على محمد عبده ورسوله أما بعد فإني كتبت إلى إسحاق بن يحيى فيما كتب إلي به أمير المؤمنين أعزه الله يعني المأمون من امتحان القضاة في عملي عما يقولون في القرآن فإن قالوا إنه مخلوق أقررتهم على أعمالهم وتقدمت إليهم في امتحان الشهود عن ذلك فمن أقر منهم سمعت شهادته ومن لم يقله لم نسمع منه وإن لم يقل أحد من القضاة ذلك أن أتقدم إليه في اعتزال القضاء فاكتب إليه باسمه وما أمرته في ذلك كتابا وقد نسخته لك في آخر كتابي هذا فتعمل على حسبه وتنتهي إلى ما حد أمير المؤمنين أطال الله بقاه منه فأعلم ذلك وأعمل به إن شاء الله والسلام عليك ورحمة الله وكتب الفضل بن مروان يوم الثلاثاء لست ليال بقين من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة ومائتين وقرأت بخطه أيضا قال أحمد بن الحبر الوراق قيل لإسحاق بن يحيى بن معاذ لما سكنت دمشق وفلحت أرضها وأكثرت فيها من الغروس من أصناف الفاكهة وأجريت المياه إلى الضياع وغيرها فقال لا يطيق نزولها إلا الملوك قيل له وكيف ذلك قال ما ظنك ببلدة يأكل فيها الأطفال ما يأكل في غيرها الكبار أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الخطيب نا عبد العزيز بن أحمد أنا القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن الجندي (1) أنا أبو العباس جمح بن القاسم بن عبد الوهاب المؤذن (2) نا عبد الرحمن بن القاسم بن الفرج (3) نا خالي إبراهيم بن أيوب قال سمعت أبا مسهر يقول دخلت على إسحاق بن يحيى أميرا كان على دمشق فقلت له أصلح الله الأمير أبسط يدك أودعك فقال وإلى أين يا أبا مسهر قال قلت الغزو قال ولك على الغزو قوة قال قلت نعم قال وأين غزوك هذا يا أبا مسهر قال قلت له بيروت فقال لي وبيروت عندك من الغزو فقلت نعم بلغني أن إسحاق بن يحيى مات بمصر بعد أن عزل عنها مستهل ربيع الآخر سنة
(٣٠٤)