النبي صلى الله عليه وسلم، وقال شيبان عن أشعث: عن عمته عن عم أبيه عبيدة (1) بن خالد، وقال غيرهما عن أشعث: عن عمته عن أبيها ولم يسمه،
(١) كذا في النسخ، والصواب في هذه الرواية (عبيد) كذلك في التوضيح عن تاريخ البخاري وكذا في التهذيب، وفيه ان الترجمة في تاريخ البخاري في باب عبيد وهي فيه في المطبوع لكن وقع في النسخة سقط ففيه ج ٣ ق ١ ص ٤٣٨ " باب عبيد. عبيد بن خالد البهزي السلمي، يعد في الكوفيين، له صحبة " هذا إلى هنا صحيح وهذا البهزي السلمي صحابي معروف مذكور في طبقات خليفة وطبقات ابن سعد وكتاب ابن أبي حاتم وكتب الصحابة والتهذيب وغيرها.
وذكر هؤلاء جميعا صحابيا آخر هو الذي ذكره الأمير وذكر الاختلاف فيه وهو محاربي، وفي تاريخ البخاري المطبوع عقب ما تقدم بيان ما يتعلق بالمحاربي، ولم يشر أحد ممن تقدم إلى أن البخاري جمع الرجلين ولا أشار إلى ذلك الخطيب في الموضح وهذا يبين أنه سقط من النسخة بقية ترجمة البهزي السلمي وأول ترجمة المحاربي وسهل ذلك أن المحاربي أيضا يعد في الكوفيين وله صحبة، فكأنه كان في أصل التاريخ بعد تمام ترجمة البهزي السلمي ما لفظه " عبيد بن خالد المحاربي، يعد في الكوفيين له صحبة " فانتقل نظر الناسخ من الجملة في ترجمة البهزي إلى مثلها في ترجمة. ذكر البخاري من ترجمة المحاربي أولا رواية " شيبان عن أشعث ابن أبي الشعثاء (واسم أبي الشعثاء سليم بن خالد المحاربي) قال حدثتني عمتي عن عم أبي عبيد بن خالد " ثم ذكر رواية أبي معاوية " عن أشعث قال حدثتني عمتي (هكذا في التوضيح عن التاريخ، ووقع في نسخة التاريخ المطبوعة: حدثني عمي) عن عم أبي عبيدة بن خالد " في التوضيح ان (عبيدة) في هذه الرواية بضم ففتح، وفي التوضيح بعد هذا عن التاريخ " تابعه أو عوانة وشعبة عن أشعث بنحوه، وهذا يفهم أن أبا عوانة وشعبة قالا " عبيدة بن خالد " وليس الامر كذلك، إنما قال شعبة " عن أشعث سمعت عمتي عن عمها " هكذا ذكره البخاري ووقع في النسخة " عن عمتها " خطأ، ثم قال " تابعه أبو عوانة عن أشعث، وهذا هو المعروف أن شعبة وأبا عوانة لم يسميا الصحابي، وفي التاريخ بين روايتي أبي معاوية وشعبة رواية أخرى سأذكرها بعد، وختم بقوله " وقال مسدد حدثنا أبو الأحوص قال حدثنا الأشعث عن امرأة منهم (في النسخة: منهن) عن عبيد ابن خالد " وهكذا في التوضيح في هذه الرواية، وكذا في تهذيب المزي، لكن في طبقات ابن سعد 6 / 43 " عبيدة بن خالد المحاربي وهو عم عمة الأشعث بن سليم قال (ابن سعد) أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة عن الأشعث بن سليم قال سمعت عمتي تحدث عن عمها...، قال أبو الوليد قال أبو الأحوص: واسمه عبيدة بن خالد يعني عمها " أما الرواية التي في التاريخ بين روايتي أبي معاوية وشعبة فلفظ النسخة " قاله عبد الله ح (أي حدثنا) حجاج أبو الجواب عن أشعث عن امرأة منهم عن عمها عبيدة " وعلق المصحح، ما علق.
والذي يحكى عنهم البخاري ممن اسمه عبد الله كثير، وحجاج المعروف بالرواية عن أبي الجواب هو حجاج بن الشاعر وقد سقط بعد حجاج " ح " أي حدثنا. وبين أبي الجواب وأشعث مفازة، وأرى أن هذه الرواية هي التي ذكرها البخاري في موضع آخر ج 3 ق 2 رقم 1780 في باب من اسمه عبيدة بفتح فكسر قال " عبيدة قال أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن أشعث عن امرأة منهم عن عمها عبيدة قال قدمت المدينة " ففي هذه الرواية (عبيدة) بفتح فكسر وكأن صاحب التوضيح لم يقف عليها فزعم أنه ليس في التاريخ إلا وجهان (عبيد) و (عبيدة) كلاهما بضم ففتح قال " ولم يذكر الفتح " ووقع في النسخة التي وقف عليها أبو زرعة الرازي من تاريخ البخاري قلب في هذه الترجمة ففي كتاب خطأ البخاري في تاريخه لابن أبي حاتم رقم 350 " [عبيدة قال أبو الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن] أشعث ابن أبي الشعثاء عن عبيدة بن خالد عن امرأة منهم. وإنما هو: عن امرأة منهم عن عبيدة بن خالد " هذا الأخير كلام أبي زرعة يعني أن عبارة التاريخ مقلوبة.
فكأنه كان ذلك في النسخة التي وقف عليها. ثم قال ابن أبي حاتم " سمعت أبي يقول: هو عبيد بن خالد، وله صحبة " فكأن أبا حاتم يرجع رواية شيبان وما وافقها أنه (عبيد) ومع ذلك ذكره ابنه في الجرح والتعديل في باب عبيدة بفتح فكسر. ووقع في الاستيعاب فيمن هو بفتح فكسر " عبيدة بن خالد الحنظلي من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وقيل: المحاربي، قيل هو عم عمة أشعث بن سليم. هو ابن أبي الشعثاء، حديثه عند الأشعث عن عمته عنه، وقيل عن الأشعث عن رجل من قومه عن عمته عن عمها عبيدة بن خالد...، وذكره الدارقطني في باب عبيدة بالضم، فلم يصنع شيئا، وقال فيه: ابن خلف أو ابن خالد، وخلف خطأ، وقد ذكره البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه: عبيدة بالفتح وهو الصواب إن شاء الله تعالى " وقوله إنه قيل فيه: الحنظلي، وإنه قيل في الرواية:
عنه عن رجل من قومه عن عمته عن عمها " أعرض عنهما من بعده ولم أجدها لمن قبله فكأنهما وقعا له في بعض الروايات الغريبة والله أعلم، ثم أعاده فيمن هو بضم ففتح فنقل كلام الدارقطني: عبيدة بن خالد المحاربي.. " " ولم يذكر اختلافا في أنه بضم العين وفتح الباء " وذكر قول ابن أبي حاتم ثم قال " فالله أعلم وابن أبي حاتم أصاب إن شاء الله صحيح ". قد يقول القائل: أطلت ولم تأت بطائل، وأرجو أن لا يقول هذا خبير بالفن تدبر وأنصف والله المستعان.