يوارب الناس بحسن السمت * ومنطق حلو شهي النعت مزين تحسبه موعوكا * عند السلام واصبا ملهوفا وسره إن رمته يسوكا * وعن ورق من لبوب الليونا لا عن حلال وحرام يبحث * يلف ما يلقى ولا يلبث إذا رأى المدور المنقوشا * ألفيته مبدلا مدهوشا قد نسي الحد والخشوعا * فعاد ذئبا أمعطا جوعا مس حرير ومر أسود * وما كذى دين النبي محمد صلى عليه ربنا وسلما * كذي أتى بدينه متمما ووضع الاصار والتبتلا * ولبسه الاشعار والتعدلا وجاء بالسبحة غير العالية * وبالحنيفية غير الخافية وجاء باليسر وبالترخيص * وزجر الناس عن التفحيص والبحث والتفتيش والتجسيس * والهمز واللمز والتحنيس والكذب والغيبة والبهتان * أكده ذو العرش في الفرقان غرك إن قيل فلان صالح * وسرك السوءات والفضائح يقول من أحسن قول القائل * قول حكيم وفعال جاهل يغط بالليل غطيط الآمن * من سخط المقتدر المهيمن غطيط من أمن من العذابا * والحشر والسعير والحسابا وأمن الصراط والوقوفا * بين يدي ذي العرش والحتوفا تمسك عند الناس من لسانكا * وأنت ترخي خاليا عنانكا كأن من يراك في العلانيا * غير الذي يراك فردا خاليا إن قيل هذا صالح سررتا * وقلت حقا ما تقول بتا ويعلم الله خلاف ذلكا * منك وما يخفى عليه حالكا عيبك تخفي عيوب الناس * تظهرها حقا بلا التباس عددتها فأنت منها تحذر * ومن الذي أردت لست تنفر تبصر نجما في السماء واقفا * وأنت لا تبصر نورا ساطعا تبصر في عيني القذي والشعرا * والجذع فد أثقل منك الشعرا فأنت جهلا منك لا تراه * آلهمنا الله أخي تقواه تطلب دنيا وعليها كلب * دار غرور بالعباد تلعب تحبها ودائما تذمها * حلما عنيفا كيف لا ألجمها أن التقى ملجم وقاف * قدم عسى فزع تخاف ليس بقوال ولا مهماز * كأنه غمر من الأغمار ألجمه خوف ورود النار * وأسكته خشية العلام من غير ما عي ولا إبكام * وهو فصيح عالم أديب مؤدب لنفسه قريب * يسربل الأحزان والتواعدا شمر مهوما حزينا جزعا * قد سار عن جفونه السبات حذار أن يطرقه الثياب * قرة عينيه دجى الظلام كما يناجي الله ذي الاكرام * فإن بربه وذكره وقلبه معلق بأمره فليس يختار على رضائه * شيئا ولا يسخط في قضائه فراض من العيش بقوت يومه * تلقاه راكعا أو ساجدا يدعو الاله خاضعا * أو خائفا في الخلوات باكيا قلبا تخشى وقلبا راجيا * لو وزن الخوف مع الرجاء كانا قريبين من السواء * لم يرض بالمستنفد القليل
(٦٢)