وقال لست أبايع لاثنتين فضربه ثلاثين سوطا ثم ألبسه ثيابا من شعر وأمر به فطيف به حتى بلغوا به الحناطين ثم ردده وأمر به إلى السجن فقال سعيد لولا أنى ظننت أنه القتل ما لبسته قلت أستر عورتي عند الموت مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين وكان يقال لهذه السنة سنة الفقهاء من كثرة من مات من الفقهاء فيها وقد قيل أنه مات سنة خمس ومائة سعيد بن جبير بن هشام مولى بنى والبة بن الحارث من بنى أسد بن خزيمة يروى عن بن عمر وابن عباس وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه عمرو بن دينار وأيوب والناس كنيته أبو عبد الله وكان فقيها عابدا ورعا فاضلا وكان يكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود حيث كان على قضاء الكوفة ثم كتب لأبي بردة بن أبي موسى حيث كان على قضائها ثم خرج مع بن الأشعث في جملة القراء فلما هزم بن الأشعث بدير الجماجم هرب سعيد بن جبير إلى مكة فأخذه خالد بن عبد الله القسري بعد مدة وكان واليا لعبد الملك على مكة وبعث به إلى الحجاج فقال له الحجاج اختر لنفسك أي قتلة شئت فقال اختره أنت فان القصاص أمامك فقتله الحجاج بن يوسف سنة خمس وتسعين وهو بن تسع
(٢٧٥)