أهل العلم في كل بلد من الدنيا ورأيت بغداد في تلك الأيام أطيب ما كانت وأجلها وأعمرها ثم أناءت أمور المقتدر عليه سنة ست عشرة وثلاثمائة واتفق الناس على خلعه فخلعوه وأقعدوا أخاه القاهر مكانه بعد أن خلع المقتدر نفسه فبقي القاهر ثلاثة أيام كذلك ثم خلع القاهر نفسه وبايع الناس المقتدر ثانيا وعمل المقتدر إلى آخر سنة عشرين وثلاثمائة ثم اضطرب الجيش وهيجهم مؤنس على المقتدر فركب المقتدر بنفسه ليسكن القوم وعليه بردة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو واقف ومعه الخلق من الجند إذ جاءه رجل بربري لا يعرف من هو فتوهموا أنه يريد أن يسلم عليه فلما دنا منه رماه بحربته فقتله وذلك يوم الثلاثاء لثلاث بقين من شوال سنة عشرين وثلاثمائة القاهر بن المعتضد أبو العباس وولى محمد بن أحمد بن طلحة بن جعفر وهو أخ المقتدر والمكتفي في اليوم الذي قتل فيه أخوه المقتدر وبقى في الولاية سنة وستة أشهر ثم كحل وخلع وتوفى القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة
(٣٣٥)