ومن هو؟ قال محمد بن إدريس الشافعي، وكان أحمد بن حنبل قد جالسه بالعراق فلم يزل بي حتى اجترني إليه فجلسنا إليه ودارت مسائل فلما قمنا قال لي احمد ابن حنبل كيف رأيت؟ الا ترضى أن يكون رجل من قريش يكون له هذه المعرفة وهذا البيان؟ فوقع كلامه في قلبي فجالسته فغلبتهم عليه فلم يزل يقدم مجلس الشافعي حتى كاد يفوت (1) مجلس سفيان بن عيينة وخرجت مع الشافعي إلى مصر.
نا عبد الرحمن أخبرني أبو عثمان الخوارزمي نزيل مكة فيما كتب إلى قال حدثني محمد بن عبد الرحمن الدينوري قال سمعت أحمد بن حنبل يقول كانت أقضيتنا (2) أصحاب الحديث في أيدي أبي حنيفة ما تنزع حتى رأينا الشافعي وكان أفقه الناس في كتاب الله عز وجل وفى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يكفيه وكان قليل الطلب للحديث، نا عبد الرحمن أخبرني أبو عثمان الخوارزمي في ما كتب إلى قال سمعت دبيسا قال كنت مع أحمد بن حنبل في مسجد الجامع فمر الشافعي فقال هذا رحمة الله (3) عز وجل لامة محمد صلى الله عليه وسلم.
نا عبد الرحمن انا أبو عثمان الخوارزمي فيما كتب إلى قال سمعت محمد بن الفضل البزاز قال سمعت أبي يقول حججت مع أحمد بن حنبل ونزلنا في مكان واحد فلما صليت الصبح درت المسجد فجئت إلى مجلس سفيان بن عيينة وكنت أدور مجلسا مجلسا طلبا لأحمد بن حنبل حتى وجدت احمد عند شاب اعرابي وعلى رأسه جمة فزاحمته حتى قعدت عند أحمد بن حنبل فقلت يا أبا عبد الله تركت ابن عيينة عنده الزهري وعمرو بن دينار وزياد بن علاقة والتابعون ما الله به عليم؟ فقال لي اسكت فان فاتك حديث بعلو تجده بنزول ولا يضرك في دينك ولا في عقلك وان فاتك عقل هذا الفتى (4) أخاف أن لا تجده إلى يوم القيامة، ما رأيت أحدا أفقه في كتاب الله عز وجل من هذا الفتى القرشي، قلت من هذا؟ قال محمد بن