تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٥
ويروي عن المجاهيل (1).
____________________
نكتفي، لئلا يطول، ونشير إلى مواضع رواياته في الإمام الحجة (عليه السلام) عند ذكر مشايخه في الرواية.
وقد ظهر من ذلك أن ما رواه في الإمام الحجة (أرواحنا له الفداء)، قليل جدا ويسير حقا مما ورد من طريق غيره فيه، وأن ما رواه مما تواترت عليه الأخبار، أو تعاضدت وتظافرت به، وتشهد بصحتها آيات الكتاب، بل إن معرفة الخلافة والولاية والإمامة الإلهية التي جعلها الله تعالى في آل إبراهيم (عليه السلام) إلى يوم القيامة، وكون الأئمة كلمات الله العليا، تسهل الخضوع لأكثر من ذلك.
6 - مشايخ حديث جعفر الفزاري (1) قد ضعف النجاشي وابن الغضائري لجعفر الفزاري بوجه آخر، وهو الرابع من وجوه تضعيفه من التضعيف بمن أخذ وروى عنه، وهو طعن عظيم لرواة الحديث، وقد أخرج أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي، جماعة من وجوه أهل الحديث، مثل البرقي وإضرابه من (قم)، بتساهلهم في الحديث، بالرواية عن الضعفاء والمجاهيل، وبالإضمار والإرسال وإبهام الواسطة. وهذا من أدلة ابن الغضائري وأضرابه على كون الفزاري الكوفي، كذابا، وضاعا، اجتمع فيه خلال الوضاعين، فلو صح ما في المتن من قوله: (يروي عن المجاهيل)، يظهر وجه ما قاله ابن الغضائري أيضا، فإن ظاهر الجمع المحلى بالألف واللام هو العموم، فإذا روى عن عامة المجاهيل، أو كان كل من روى عنهم مجاهيل، فدل على سوء قصده في الرواية، ونسبة المفتعلات والموضوعات التي وضعها إلى رجال غرباء غير
(٤٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 430 431 432 433 434 435 438 439 440 441 442 ... » »»