تراجم الرجال - السيد أحمد الحسيني - ج ٢ - الصفحة ٧٢٣
واما السيد المذكور المعظم إليه فقد كان عالما دقيقا وفاضلا أديبا، وصل إلى درجة الاجتهاد واليقين في أيام حياة والده المعظم، وقد كان بينهما خلاف عظيم في مسألة حجية الظن المطلق أو الخاص، وكثيرا ما باحث والده المزبور في المجالس في هذه المسألة وكان غالبا عليه، حتى أن والده اشتكى إلى بعض أزواجه أن تقول له لا يباحثه في المجالس العامة.
وكان قد جمع السيد المعظم في عرض سنة تمام الأخبار التي في اسنادها أبو بصير لتصنيف والده العلامة رسالة في أحوال ابي بصير، وكان في الحقيقة هو مصنف هذه الرسالة.
قرأ عند جماعة من علماء اصبهان والنجف الأشرف: منهم الشيخ محمد تقي صاحب هداية المسترشدين في شرح معالم الدين، ومنهم أخ الشيخ المزبور العالم المحقق الشيخ محمد حسين الاصبهاني صاحب الفصول، ومنهم كاشف غطاء المسائل الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء.
صنف السيد المعظم كتبا ورسائل: منها شرحه على رسالة السيد ماجد البحراني في مسألة مقدمة الواجب، ومنها فوائده في الرجال موجودة عندنا بخطه الشريف، ومنها فوائده في الأصول حسنة موجودة عندنا، ومنها رسالة في المواعظ والحكم، ومنها رسالته العلمية العربية المشتملة على كتاب الطهارة والصلاة والصوم والبيع والزكاة وقليل من الصيد والذباحة وهي رسالة كثيرة الفروع مشتملة على بعض المسائل التي لم يشتمل عليها سائر الرسائل العملية مصرحة بالفتوى في أغلب الموارد من دون مراعاة الاحتياط أو التأمل والاستشكال عندنا جميعها بخطه الشريف، وغير ذلك من متتبعاته في الاصول والرجال.
وكان السيد المعظم صاحب الرئاسة العامة في بلده ويرجعون إليه بعد والده في أمورهم ومرافعاتهم، ويقتدون به وكان امام الجمعة ويطيعونه في كل الأمور. توفي فيما
(٧٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 718 719 720 721 722 723 724 725 726 727 728 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة