معجزة القرآن - الشيخ متولي الشعراوي - الصفحة ٢٨
فإنني لا أعرف كيف خلقت.. ومن هنا فإنني لا يمكن أن أتحدث علميا عن العنصرين اللذين يتكون منهما الانسان..
وأيهما جاء أولا.. وإذا صمم أحد على أن يبحث في هذا..
يكون قد شغل نفسه بعلم لا ينفعه عن جهل يضره.. لأنه لن يستطيع أن يدلل على ما يقول علميا.. وبالتجربة أنا أستطيع أن أمسك المادة وأدخلها المعمل.. ولكني لا أستطيع أن أمسك بالروح وأدخلها إلى المعمل..
والعلم يجب أن يتم على مادة صماء.. يمكن أن تدخل في المعمل الأصم.. وتعطى حقائق صماء.. أليست هذه هي الحقيقة.. والدليل على ذلك أن المعسكرات المتصارعة لا تختلف في مذاهب العلم.. ولكنها تختلف في مذاهب الهوى والنظريات.. لا توجد هناك كهرباء أمريكية..
وكهرباء روسية.. ولا توجد كيمياء المانية.. ولا كيمياء انجليزية.. كل علم الكيمياء في أي دولة من دول العالم خاضع لما تعطيه التجربة الصماء التي لا هوى لها.. وبهذا تكون النتيجة واحدة.. سواء كان المعمل انجليزيا أو أمريكيا أو سوفيتيا، أو أي معمل من معامل الدنيا..
ولكن الخلاف يحدث عندما تتدخل مذاهب الهوى والنظريات.. فإذا جئنا إلى مذاهب الهوى.. هوى النفس.. نجد أنها متناقضة.. ليست مختلفة.. ولكنها متناقضة.. هذا على النقيض من ذلك.. رأسمالية وشيوعية.. ايمان.. والحاد.. وانكار للديانات لماذا؟
لان هوى النفس دخل هنا فأفسد القضية العلمية وأضاع حقائقها.
(٢٨)
مفاتيح البحث: الجهل (1)، الضرر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»