تفسير آيات من القرآن الكريم - محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٨٣
الموجودين والمراد آباؤهم كقوله: * (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة) * وغير ذلك من الآيات، وقد يستطرد سبحانه من الشخص إلى نوع كقوله: * (ولقد خلقنا الإنسان من سلاسة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين) * إلى آخره، فالمخلوق من سلالة آدم، ومن نطفة ذريته، وقيل إن: * (صورناكم) * لآدم أيضا. وقوله تعالى: * (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) * فأضاف النفخ إلى نفسه، وفي الصحيح - في حديث الشفاعة - ' فيقولون أنت آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء ' فذكروا له أربع خصائص فالمنفوخ منه الروح المضافة إلى الله إضافة تخصيص وتشريف، والله هو الذي نفخ في طينته من تلك الروح؛ وهذا الذي دل عليه النص.
وأما كون النفخة مباشرة منه سبحانه كما خلقه بيده أو أنها بأمره كقوله في مريم: * (فنفخنا فيها من روحنا) * مع قوله: * (فأرسلنا إليها روحنا) *
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»