الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج ١ - الصفحة ٢٧٠
(أو أن تفوه بهمزة متهوعا * فيفر سامعها من الغثيان) (للحرف ميزان فلا تك طاغيا * فيه ولا تك مخسر الميزان) (فإذا همزت فجيء به متلطفا * من غير ما بهر وغير توان) (وامدد حروف المد عند مسكن * أو همزة حسنا أخا إحسان)) فائدة 1301 قال في جمال القراء قد ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء ويقال إن أول ما غني به من القرآن قوله تعالى * (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) * نقلوا ذلك من تغنيهم بقول الشاعر (أما القطاة فإني سوف أنعتها * نعتا يوافق عندي بعض ما فيها) وقد قال صلى الله عليه وسلم في هؤلاء مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم ومما إبتدعوه شيء سموه الترعيد وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد أو ألم وآخره سموه الترقيص وهو أن يروم السكون على الساكن ثم ينفر مع الحركة كأنه في عدو أو هرولة وآخر يسمى التطريب وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير مواضع المد ويزيد في المد على ما لا ينبغي وآخر يسمى التحزين وهو أن يأتي على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع ومن ذلك نوع أحدثه هؤلاء الذين يجتمعون فيقرؤون كلهم بصوت واحد فيقولون في قوله تعالى * (أفلا تعقلون) * أفل تعقلون بحذف الألف وقال آمنا بحذف الواو ويمدون ما لا يمد ليستقيم لهم الطريق التي سلكوها وينبغي أن يسمى التحريف انتهى فصل في كيفية الأخذ بإفراد القراءات وجمعها 1302 الذي كان عليه السلف أخذ كل ختمة برواية لا يجمعون رواية إلى غيرها إلا أثناء المائة الخامسة فظهر جمع القراءات في الختمة الواحدة واستقر عليه
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»